بين “السياسي والديني”.. يوم غادر عبد السلام ياسين الزاوية البودشيشية

رصد المغرب

أضحت الطريقة البودشيشية منذ عقود من الزمن “ظاهرة” بالمفهوم السوسيولوجي للكلمة ، وذلك بسبب الانضمام المتزايد لأعداد كبيرة من المريدين اليها من مختلف الشرائح من داخل المغرب وخارجه، يحجون في المناسبات الدينية الى المقر الرئيسي للزاوية بمداغ قرب مدينة بركان شرق المملكة .

وبالغوص في الجذور التاريخية للزاوية البودشيشية، فقد أجمعت المصادر التاريخية على أن هذه الطريقة نشأت في القرن الخامس الهجري، وهي تنتسب للشيخ عبد القادر الجيلاني ، كما تحدثت مصادر تاريخية عن كون لقب “البودشيشية” مشتق من كلمة “الدشيشية” التي كان يطعهما أحد شيوخ الطريقة للناس ابان فترة المجاعة .

وبالعودة الى أبرز التحولات التي شهدتها الزاوية البودشيشية خلال الخمسة عقود الاخيرة، يسجل حدث تولي حمزة القادري زعامة الطريقة الصوفية البودشيشية عام 1972 بعد وفاة والده الشيخ الحاج العباس بن المختار ، ومغادرة عبد السلام ياسين – مؤسس جماعة العدل والاحسان – الطريقة “غاضبا”، حيث ظل الشيخ حمزة على رأس الزاوية الى أن أعلن عن وفاته سنة 2017.

مغادرة الشيخ عبد السلام ياسين للزاوية البودشيشية في ابانه، وبحسب مرجعيات من الطريقة البودشيشية الصوفية ،أنها كانت بسبب تطلع الراحل ياسين لإدخال تعديلات جذرية على توجهها وأدائها بإعطائها دورا في الشأن العام، وعدم الاكتفاء بحدودها الروحانية الصوفية، ليقرر بعدها مغادرة الزاوية، فيما برر شيخ العدل والاحسان انصرافه آنذاك لما وصفه بغزو مظاهر التعلق بالدنيا وإهمال بعض الواجبات الدينية.

تؤمن الزاوية البودشيشية كغيرها من الطرق المنتسبة للتصوف بمحورية الشيخ الذي يزوره المريدون من شتى البقاع لزيارته والتبرك برؤيته وبلمسه، ويصرخ كثير منهم عند رؤيته، فالمريد لا مفر له من وجود شيخ مربي.

عن هبة بريس


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...