الطريبق: السينما لا تولد عالمية بل تبدأ محلية قبل أن تعبر الحدود

رصد المغرب

قال المخرج محمد الشريف الطرييق إن السينما هي المرآة التي ينظر فيها المجتمع إلى ذاته، حيث من المفروض أن تكون النماذج التي نتماهى معها جماعيا نماذج وطنية.

وتشبت محمد الشريف الطريبق، في المحاضرة الافتتاحية للموسم الجديد لجمعية فضاءات ثقافية بعنوان “سؤال الهوية في السينما المغربية”، مساء أول الخميس بالعرائش، بتعريف بسيط لهوية السينما مفاده أنها “تلك السينما التي يشاهدها جمهورها ويتفاعل ويتماها معها لأنها تعكسه وتعكس واقعه وإحساسه بذاته وبهذا الواقع، ويجد فيها ذاته”، مشددا “السينما الوطنية لا تكون مستوردة”.

وأشار إلى أن “السينما لا تولد عالمية، بل تبدأ من المحلي، ثم تعبر الحدود”، متسائلا “ما هو الفيلم المغربي؟ هل هو الفيلم الحاصل على رخصة تصوير من المركز السينمائي المغربي؟ هل يشترط في المخرج أن يكون حاملا للهوية المغربية؟ هل المعايير الإدارية والقانونية هي المعيار الأساسي لإصدار بطاقة هوية الفيلم المغربي؟، هل تحولت بعض الأفلام المغربية إلى كلاسيكيات؟، هل استطاع الفيلم المغربي بلورة خصائص أسلوبية وموضوعاتية تميزه عن أفلام دول أخرى؟، وهل الفيلم المغربي يعكس الهوية المغربية بتعددها؟.

ولاحظ أنه من خلال “المنجز السينمائي المغربي، فالواقع المغربي بما هو حامل لهذه الهوية مبلورا لها، يبقى في الغالب مادة فيلمية فقط لطرق حكي مستوحاة من السينما العالمية أو مستوردة”، مضيفا أنها مستوردة لأنها لم تتحول بعد إلى مرجعية في السينما العالمية، بشقيها التجاري والثقافي (…) عكس ما حصل في الموسيقي، حيث استطاع المغاربة “مغربة” الشكل الموسيقي العصري وإبداع نصوص وإيقاعات مغربية خالدة.

وتوقف المخرج المغربي عند أهمية الوعي بالذات وخصوصياتها لامتلاك سينما وطنية، وإعادة استنباتها محليا من ناحية الكتابة والإنتاج والتسويق لتكون هناك صناعة سينمائية بكل حلقاتها، كممارسة ثقافية واجتماعية، قادرة على أن تؤدي دورها في المجتمع وأن تواجه تلك الصورة النمطية التي ينتجها عنا الآخر شرقا وغربا.

وقال محمد الشريف الطريبق “إذا عدنا للتاريخ، نلاحظ أننا كبلد لنا وضع خاص في تاريخ السينمات العالمية، أي أنه بحكم ظروف تاريخية وسياسية تأخرنا عن تاريخ السينما العالمية بـ 64 سنة، وبمدة أقل بالنسبة لبعض دول في نفس وضع المغرب، إذ ظهرت السينما بفرنسا سنة 1895، والتأريخ للفيلم المغربي يبدأ، عند غالب المهنيين، من سنة 1958 مع فيلم الابن العاق لمحمد عصفور”.

في هذا السياق، تابع بأن هذا التأخر “جعلنا نقفز على مجموعة مراحل مر بها تاريخ السينما العالمية (السينما الصامتة ثم الناطقة، العصر الذهبي لهوليود، السينما المصرية، الواقعية الايطالية …)، موضحا أن بداية السينما المغربية تصادف مع الموجة الجديدة بفرنسا وبداية الإعلان عن موت السينما ومنافسة التلفزيون.

وأشار إلى أن هذا الوضع “جعلنا كمخرجين مغاربة في وضع غير مريح، حيث من المفروض أن نكتب تاريخنا الخاص دون أن نكون متأخرين عن الركب، وأن نبدأ من أين توقف العالم”، مضيفا أن الجمهور المغربي بدوره يعيش زمنين، إذ يتابع السينما العالمية وفي نفس الآن السينما الوطنية التي مازالت تبحث عن موطئ قدم وتبحث عن هويتها.

وخلص إلى أن التراكم الذي حققته السينما المغربية، سواء من حيث عدد الأفلام أو الترسانة القانونية، يفرض علينا القيام بوقفة للتساؤل حول هوية الفيلم المغربي واستشراف المستقبل لمواصلة تطوير الإنتاج وترسيخ دور السينما في المجتمع، وأيضا لجعل السينما منصة لتسويق المغرب لدى العالم.

من جهته، قال رئيس جمعية فضاءات ثقافية، عزيز قنجاع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الجمعية أعلنت من خلال هذه المحاضرة على افتتاح موسمها الثقافي 2024، موضحا أن الجمعية اختارت تيمة “الفرجة وعلاقتها بالعلوم الإنسانية” كموضوع عام للأنشطة التي تعتزم تنظيمها خلال الموسم الجاري.

وأضاف أن البرنامج المرتقب خلال هذا الموسم يتضمن عددا من الأنشطة كتوقيع إصدارات روائية وفكرية وأدبية وشعرية، وبرمجة عروض مسرحية، وإنتاج أعمال درامية مسرحية، مع التركيز بشكل خاص على البعد المحلي في الفعل الثقافي.

عن مدار 21


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...