مغربية في قبضة “الكابرانات” رحلة سياحية تتحول إلى كابوس

رصد المغرب

في ظل استمرار التوتر بين المغرب والجزائر، يواجه المغاربة المسافرون إلى الجزائر مخاطر متزايدة، بدءًا من المراقبة المكثفة إلى الاعتقالات التعسفية والاتهامات الملفقة.

لم يعد السفر إلى الجزائر آمنا بالنسبة إلى المغاربة، فالتأشيرات التي تمنحها السلطات للمسافرين، أشبه بكمين أمني يبدأ بالمطاردة وينتهي بالسجن وتلفيق تهم خيالية، مثل التجسس، ومنع الاتصال بأفراد الأسرة والتعذيب، في غياب أي تدخل من الجمعيات الحقوقية الدولية لضمان حقوق محاكمة عادلة لسائحين وجدوا أنفسهم في قبضة أجهزة أمنية لا تتقن إلا التنكيل بهم.

آخر ضحايا النظام العسكري تمثل في إيقاف مغربية تدعى “ب. ح” بالجزائر، إذ يحكي أحد المقربين منها تفاصيل معاناة لم تنته بعد، إذ وجه لها أحد أصدقائها الجزائريين دعوة لزيارة بلاده، فحصلت على تأشيرة السفر من فرنسا، حيث تستقر منذ سنوات، علما أنها خططت منذ مدة للزيارة، بهدف إحياء صلة الرحم مع أصدقاء أسرتها في الجزائر، فأصولها تعود إلى وجدة، حيث مازالت تستقر عائلتها.

وأوضح صديق أسرة المعتقلة، في اتصال مع “الصباح”، أنه ما إن وطئت قدما “ب. ح” أرض الجزائر، حتى انتبهت إلى مراقبة كل تحركاتها بشكل مريب، لكنها لم تأبه لذلك، فهدفها كان السياحة لا غير، وبعد أيام قليلة، تم إيقافها، ولفقت لها تهمة التجسس، بدعوى أن “صديقها الجزائري الذي رتب لزيارتها ظهر في برامج في “يوتوب” مع أحد معارضي “الكابرانات”، وهو ما اعتبره الأمن الجزائري فرصة لضرب عصفورين بحجر واحد، منها مواصلة استفزاز المغرب باعتقال مواطنيه والزج بهم في السجن، والانتقام من جزائريين يعارضون النظام.

وقال المتحدث نفسه إن أفراد الأسرة المغربية مازالوا، إلى حد الآن، مصدومين من إيقافها، خاصة ألا علاقة لها بمواضيع السياسة، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، علما أنها تستقر منذ سنوات في فرنسا، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن معاناة الأسرة كبيرة جدا، خاصة بالنسبة إلى والدتها التي توجهت إلى تونس، بحثا عن وسيلة لمؤازرة ابنتها وتوكيل محام لها، لكن لم تتمكن من ولوج التراب الجزائري، موضحا أن المعتقلة تعاني كثيرا في السجن، وأصيبت أكثر من مرة بانهيار عصبي، في حين لا يعلم أفراد أسرتها مصيرها، ضدا على كل المواثيق الدولية والإنسانية.

وأبرز المتحدث نفسه أن جميع المغاربة الموجودين في الجزائر يواجهون، في أي وقت، الإيقاف والزج بهم في السجن بتهم خطيرة لا وجود لها، مؤكدا أن عددا من المعتقلين تلفق لهم تهم تهريب المخدرات، بل أحيانا يصنفون ضمن زعماء شبكات دولية، رغم ألا علاقة لهم بالتهريب، كما حدث، أخيرا، حينما أعلن الدرك الجزائري عن إيقاف 24 مغربيا، مشيرا إلى أن النظام الجزائري يسمح، بين الفينة والأخرى، لبعض المغاربة بالحصول على تأشيرة السفر، لكنهم يخضعون للمراقبة الشديدة، طيلة زيارتهم لمختلف المدن، فتعليمات “الكابرانات” والأجهزة الأمنية التابعة لهم، تحث على تصيد بعض الهفوات لإيقاف المغاربة والزج بهم في السجن.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...