رصد المغرب
“القطيع يمجدون باسو” و”ينخدعون بسلسلة الإلهاء”.. بهذه الكلمات وصف “الداعية” رضوان بن عبد السلام بعض المغاربة الذين يتابعون سلسلة “سي الكالة” التي يُقدمها الكوميدي باسو في الويب.
وأبى رضوان عبد السلام إلا أن يدخل دائرة الجدل في موسم رمضان الحالي، بالهجوم على الكوميدي باسو، والإساءة إلى مغاربة بوصفهم بـ”القطيع”، على غرار تدويناته التي تثير الكثير من النقاش وتضعه في خانة “الباحث عن إثارة الجدل”.
وكتب بن عبد السلام في تدوينة شاركها عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” التي يتابعها مليوني شخص: “الغيرة على الإسلام فوق كل اعتبار.. باسو شارك في فيلم يهاجم الإسلام ويستهزئ بالقرآن والسنة، ثم بعد ذلك خرج القطيع لتمجيده، لأنه يُقدم سلسلة يدغدغ بها العواطف بالحديث عن فساد المسؤولين، مع أنه يُقدم هذه السلسلة بموافقة هؤلاء المسؤولين الذين يعلمون بأن القطيع ينخدعون بسياسة الإلهاء”.
وأعادت تدوينة رضوان الذي ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي (تيك توك) و(إنستغرام)، ويُقدم آراء دينية مثيرة للجدل، النقاش بشأن تحريم الأعمال الفنية، والدعوة إلى مقاطعتها.
وتلقى رضوان بن عبد السلام سيلا من الانتقادات، إثر وصفه مغاربة بـ”القطيع”، عادين أنه يحاول الركوب على موجة السلسلة للفت الانتباه، وأنه لا يعكس دعاة الدين الذين يقدمون النصائح دون “سب” و”إساءة”.
وأعطى رضوان بن عبد السلام روايته في اتصال هاتفي مع جريدة “مدار21″، التي أكد فيها ما جاء في تدوينته، لكنه رفض في نهاية الاتصال نشر تفاصيل ما أدلى به في مقال مكتوب.
واتهم رضوان بن عبد السلام باسو بالتواطئ مع مسؤولين في الدولة لصناعة هذه السلسلة، من أجل إلهاء من وصفهم بـ”القطيع”.
ويناقش باسو في سلسلة “سي الكالة” مواضيع اجتماعية وسياسية وصفت بـ”الجريئة”، لكونها تُسلط الضوء على اختلالات مسؤولين سياسيين بشكل ساخر عن طريق توظيف “الكوميديا السوداء”، وتُنبه بشكل مباشر إلى أحداث واقعية تصدرت المشهد السياسي خلال الفترة الماضية.
هذا، وأفصح باسو في تصريح سابق لـ”مدار21″، بأن “الفنان ينتمي إلى المجتمع ويعد جزءا منه، إضافة إلى أنه يتنفس الهواء نفسه الذي يتنفسه المواطن، والإنسان العادي والبسيط، وبالتالي تناول همومه ومشاكله يشكل نوعا من أنواع الفكاهة، وبالنسبة لي هذا هو نوع الفكاهة الذي أتقن، وأحب النبش في ما هو اجتماعي وسياسي، كما جاء في سلسلة “سي الكالة”.
وأكد باسو أنه “لا يخشى الدخول في عداوة مع أهل السلطة، التي ينتقدها بجرأة في قالب ساخر، أوضح باسو قائلا: “ليس لي ارتباط بأهل السلطة حتى أخشى قطيعتها، إضافة إلى أنني لا أفكر في هذه الأمور ولا يهمني ردة فعل الفاعل السياسي أكثر مما أهتم إلى تجاوب الجمهور مع أعمالي”.
وتابع: “اليوم نمر في المغرب بظرفية يلزمنا التطرق إليها، وعلى كل فنان أن يتحرك مع نبض المجتمع ويعالج مشاكله”.
وتابع: “اليوم نمر في المغرب بظرفية يلزمنا التطرق إليها، وعلى كل فنان أن يتحرك مع نبض المجتمع ويعالج مشاكله”.
وبشأن اختياره بث سلسلته في الويب، وعما إذا كان هذا الأخير يمنح المبدع هامشا أكبر من الحرية مقارنة بالتلفزيون، أكد باسو أن “يوتيوب يبقى اختيارا وقناة للتواصل عبرها مع الجمهور، ولا يمكن القول إنها منصة أفضل من التلفزيون أو هذا الأخير هو الأفضل، لأن لكل واحد منهما جمهور”.
وأضاف في السياق ذاته، أن الفرق يكمن في “كون اليوتيوب يمنحك تسيير أمورك بنفسك، وتحديد موعد النشر الذي تراه مناسبا، وتناول المواضيع التي تريدها، إلى جانب الإشراف العام على العمل”، مؤكدا أنه “اليوم نمر في المغرب بظرفية يلزمنا التطرق إليها، وعلى كل فنان أن يتحرك مع نبض المجتمع ويعالج مشاكله”.
وعن طقوسه في صياغة سيناريو وحوارات أعماله الفكاهية، أشار الكوميدي باسو إلى أنه لا يستغرق وقتا كثيرا في الكتابة، لأنه لا يختار الاشتغال على مواضيع جاهزة أو ظرفية معينة، واشتغاله على هذه السلسلة جاء في لحظة تأمل بعدما توقفت سلسلة “ناطق غير رسمي”، مردفا: “اليوم وصلنا إلى هذه الحقبة التي يمكن أن نتطرق فيها إلى هذه المواضيع، بناء على ما يعيشه المغاربة خلال هذه الظرفية”.