“النسوية المُفرطة” تُسقط “سيناريست” الدراما الرمضانية في “نمطية مشوهة”

رصد المغرب

تحضر المرأة السيناريست بقوة في موسم رمضان الحالي بأعمال درامية اجتماعية عديدة، بلا منافس لها من كتاب سيناريو، ما يمنحها القدرة على مناقشة مواضيع من منظورها الخاص، الأمر الذي عدّه باحثون بأنها “تقلل بشكل مباشر من قيمة الرجل وإظهاره نقطة مشاكل في حياة المرأة”.

وفي هذا الصدد، قال الباحث في المجال الفني، محمد مجاهد، إن هذه المسألة واضحة للعيان على مستوى الموسم الفني الحالي، مردفا: “إذا اطلعنا على كل الأعمال الدرامية بالخصوص نجدها من تأليف نسوي بامتياز، وهذا جميل ومقبول”.

وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21” أن التأليف الدرامي في الموسم الحالي يتوزع على ثلاث خانات انطلاقا من موضوع كل عمل على حدة، “الأولى خلية برئاسة نسوية إذا تمعنا في كل أعمالها السابقة والحالية نجدها تصيغ موضوعاتها بنفس الأسلوب الذي يظهر من خلاله تهميش الرجل وإبرازه في صورة شريرة غير مرغوب فيه وقد يتعرض للمذلة أو القتل انتقاما منه”، مشيرا إلى أن “هذا يولد في نظره نزعة عدائية لا جدوى فيها علاقةً بالحياة الإنسانية عامة والمجتمع المغربي خاصة. نحن نبحث عن خلق ألفة جنسية ومودة وترسيخها لا زعزعتها بمواضيع نابعة ربما عن معاناة نفسية لبعض الأشخاص”.

وفي الخانة الثانية، يرى مجاهد أن هناك “خلية برئاسة نسوية بقيت محافظة على أسلوبها الخاص هي الأخرى والذي يتجلى من خلال نسج أحداث واستلهامها عن مشاهدات متواصلة، وهي دائما أحداث بعقد اجتماعية متكررة ما بين العلاقة الأبوية مع الأبناء، الزواج، تحرر المرأة من بعض الضوابط التي كانت عليها الأسر سابقا”، عادّا أن “هذه المواضيع أصبحت مستهلكة ولم تعد تحدث لنا تشويقا ورغبة في انتظارها، والحجة واضحة أن العمل يموت بنهايته”.

وفي الخانة الثالثة، وضع مجاهد خلية أخرى برئاسة نسوية فردية أو جماعية لها كذلك أسلوب خاص في اقتناص المواضيع واستيرادها من أعمال في الغالب أجنبية تركية على الخصوص، وتتم إعادة تدويرها في معمل كتابة ممنهج قد يضيف عليه بعض البهارات المحلية”، إذ يرى أن هذه الأعمال تغلب عليها “الصورة ومحتوى الفضاء الثري والإنارة القوية والألوان الفاتحة ولا تمثل المجتمع المغربي”.

وعما إذا كانت المرأة تفرض نسويتها في الأعمال، يرى مجاهد أن ذلك “يبقى رهين الخانة الأولى التي تترأسها الفنانة المحترمة سامية أقريو بمعية رفيقتها نورة الصقلي والتي نلاحظ في كل أعمالها تقليل مباشر من قيمة الرجل وإظهاره نقطة مشاكل في حياة المرأة، وهذا يعد ضعفا في ابتكار المواضيع بعيدا عن العداء وتغليب جنس على آخر، بل الواجب التطرق وبإسهاب إلى ما يجمع المرأة والرجل من أسس حياتية مشتركة لإعطاء العبرة لتلك الفئة الخاطئة سواء تعلق الأمر بالمرأة في علاقتها بالرجل أو العكس”.

ويضيف الباحث في المجال الفني: “الحياة الإنسانية بصفة عامة عبارة عن شبكة إشكالات متعددة وعميقة منها إشكال التعايش، السلام، التطرف، التعدد الهوياتي، الحروب على الأقليات، العداء العرقي والديني، الاستعمار الجغرافي الفلسطيني، العلاقة العربية العجمية، التطلع إلى المستقبل، وغيرها من الإشكالات التي تترك وقعها لدى المتلقي، في حين تبقى أعمالنا لصيقة قشور تحوم حول بعضها كل لقطة فيها تنتهي بانتهائها”.

وأكد مجاهد قائلا: “نفتخر بالمرأة المغربية وبعزمها على المشاركة في بناء صرح هذا المجتمع، لكن عليها أن تفهم أن النجاح لا يمكن أن يبنى على الضغينة والكره، وإنما أساسه الحب، خاصة بين الزوج الإكتبنساني – رجل، امرأة – و لذلك على فناناتنا المحترمات أن تخترن مواضيعهن بعناية أكثر، وتعرفن كيف تخلقن عقدا حياتية وتناقشنها بعيدا عما يمكن إسقاطها في حفر الهفوات البليدة والأخطاء المجانية”.

عن مدار 21


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...