تحديات تطوق فرحة العيد بأولاد النمة

رصد المغرب

في الأعوام السابقة، كان الناس ينتظرون بشوق قدوم عيد الفطر المبارك، حيث تستعد العائلات للاحتفال وتتزين الأسواق بالنشاط والحيوية بسبب الإقبال الكبير على شراء الملابس الجديدة والهدايا المميزة. كانت لحظة العيد لحظة فارقة في حياة الكثيرين.

وفي هذا العام في ظل التحديات الجديدة، أضحى الاحتفاء بهذه المناسبة يتسم بالقلق والحزن لدى الكثيرين، إذ إن توفير كسوة العيد والهدايا يُرهق العديد من الأسر، خاصة منها المتوسطة وذات الدخل المحدود التي تضطر إلى البحث عن طرق بديلة للاحتفال دون أن دون أن يجهدوا ميزانياتهم.

نعيمة ساسي، أرملة، من سوق السبت أولاد النمة، قالت، في حديثها عن تجربتها لهسبريس: “هذا العام، نواجه تحديات جديدة وصعوبات كبيرة في توفير كل ما يحتاجه الأطفال للاحتفال بالعيد.. ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ وكثرة مصاريف رمضان دفعنا إلى البحث بشكل مكثّف عن بدائل مناسبة واقتصادية”.

وأضافت الأرملة ذاتها: “للتغلب على هذه الظروف والتحديات، يجب أولا استغلال كل فرصة لتوفير المال، وثانيا البحث عن العروض المناسبة للاحتفال بفرحة العيد وإدخال البهجة على قلوب الأطفال”.

ليست نعيمة وحدها من ترى أن اللجوء إلى محلات “البال” والأسواق الأسبوعية يبقى الخيار الأمثل والمناسب؛ فالعديد من النساء مثلها يجدن الحل في الباعة الجائلين ومحلات بيع الملابس المستعملة، في ظل الغلاء المتزايد في المتاجر الكبرى، وفقا لما ذكرته إحدى قريباتها لهسبريس.

من جانبه، قال محمد الوافي، صاحب محل لبيع الملابس: “رغم كل الصعوبات، يحركنا الأمل في هذه الأيام المباركة أن نحقق رواجا مهما، نتيجة قيم العطاء والتضامن التي ترسخت بين أفراد المجتمع والأسر التي تبحث عما يناسبها لخلق الفرحة من أبسط الأمور”.

وفي هذا السياق، أكد الوافي أن عيد الفطر ليس فقط احتفالا بالمناسبة الدينية؛ بل هو أيضا فرصة لتجديد الروابط العائلية والتضامن المجتمعي وبناء الأمل بغدٍ أفضل، حتى وسط أصعب الظروف التي قد تمر بها الأسر.

وشدد التاجر ذاته على أن هناك عروضا متوفرة في سلع العيد سواء من حيث الملابس أو المواد الغذائية أو ألعاب الأطفال، ومع ذلك يبقى الخيار للأسر لاختيار ما يناسبها وفق قدرتها الشرائية.

وقال الناشط المدني الشرقي القاديري ، في تصريح لهسبريس، إن “ما يخفف من عبء الأزمة عن عاتق الناس والفئات الهشة ويوفر بيئة ملائمة للاحتفال بالعيد هو ظهور مبادرات وإجراءات حكومية عديدة تستهدف الفئات العريضة وتسهل عليها الاحتفال بالعيد بشكل لائق”.

وأضاف القاديري: “تبرز أهمية الإعانات والمساعدات المالية والغذائية للأسر ذات الدخل المحدود في صناعة بيئة ملائمة للاحتفال بالعيد؛ وهو مما يعكس حرص الحكومة على رفع العبء المالي عن كاهل الأسر، وجعل العيد فرصة حقيقية للفرح وتجديد الروابط الاجتماعية حتى وسط هذه الظروف الصعبة”.

وذكر الفاعل المدني أيضا أن دور العائلة لا يُغفل في هذه المناسبات الدينية، حيث تتجمع الأسر في جو من البهجة والسرور للاحتفال ويتبادل الأهل والأصدقاء التهاني والهدايا؛ وهو ما يخفف من عبء التحديات ويعكس جوهر العيد في بعده الاجتماعي والروحي.

واختتم المتحدث ذاته قائلا: “إن عيد الفطر المبارك غالبا ما يتحول من احتفال ديني إلى مناسبة تجمع الناس وتحفزهم على التكافل ودعم بعضهم البعض في ظروف الشدة”.

عن هسبريس


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...