التساقطات المطرية الأخيرة تهدد بإفساد المحصول الزراعي في شمال المغرب

رصد المغرب

بات فلاحو أقاليم عديدة شمال المملكة يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من التساقطات المطرية التي تشهدها مناطقهم أواخر أبريل وبداية ماي، إذ يتوجسون من تكرار سيناريو السنة الماضية حيث أفسدت الأمطار المتأخرة محصول الحبوب وأضرت كثيرا ببعض الزراعات الربيعية.

ووفق اتصالات أجرتها جريدة هسبريس الإلكترونية مع فلاحين ومهنيين بإقليم العرائش، فإن الأمطار التي سجلها الإقليم في الأيام الأخيرة “أضرارها أكثر من منافعها”، إذ تؤدي إلى تأخير موسم الحصاد وظهور الأعشاب الضارة في الحقول مجددا، مما يؤثر سلبا على جودة الحبوب والتبن.

كما تواجه مجموعة من الزراعات الربيعية، مثل الحمص والعدس والفاصوليا، صعوبات جمة بسبب التساقطات الأخيرة؛ فبالإضافة إلى ظهور الأعشاب الضارة بكثرة، فإن الحمص يتأثر أكثر بالتساقطات، إذ يصل مستوى الأثر إلى إفقاده أي قدرة على المناعة، فتموت النبتة بعد ارتفاع درجة الحرارة مجددا.

أحمد المولات، واحد من الفلاحين الشباب بمنطقة حوض اللوكوس، وجد نفسه هذه السنة يترقب ويتمنى توقف المطر، وذلك بسبب المخاطر التي بات يشكلها على حقول الحبوب والحمص.

وقال المولات في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية: “أدعو الله أن يلطف بنا ويحبس عنا المطر خلال هذه الفترة من السنة، لأننا سنتضرر كثيرا، وربما سنفقد المحصول كله”، مؤكدا أن ضرر هذه التساقطات “أكثر من نفعها”.

وأضاف الفلاح الشاب: “السنة الماضية كنا ننتظر موسما فلاحياً جيداً، فجاءت الأمطار وأفسدت علينا الفرحة، الحمد لله على كل حال، ونطلب من الله عز وجل أن يجنبنا ما حدث العام الماضي”.

ما يعيشه المولات بإقليم العرائش يتقاسمه معه آلاف الفلاحين بمناطق مختلفة من شمال البلاد، الذين باتت كميات الأمطار التي تتساقط خلال شهري أبريل وماي تشكل كابوساً مخيفاً لهم قد يعصف بآمالهم وانتظاراتهم من الموسم الزراعي المرتقب أن سيكون جيدا في عمومه.

في تعليقه على الموضوع، اعتبر الخبير الزراعي رياض أوحتيتا أن الحديث عن الآثار والأضرار التي يمكن أن تخلفها التساقطات على المحصول الزراعي بمناطق الغرب والشمال، “سابق لأوانه”، مقرا في الآن ذاته بأن الأمطار فيها ضرر على الحبوب وبعض الزراعات الربيعية.

وقال أوحتيتا، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن التساقطات المسجلة ستؤخر وتؤجل موسم الحصاد لشهر إضافي على الأقل، مستدركا بأنه مع ذلك “ستستفيد الحقول التي مازالت متأخرة وتساعد القمح على استكمال نضجه والرفع من جودته”.

وأضاف أوحتيتا أن “الخسائر قد تصيب الزراعات البكرية التي باتت جاهزة للحصاد، والتي تبقى مساحاتها قليلة”، مبرزا أن استمرار التساقطات أو عودتها بعد أسابيع يمكن أن يكون له ضرر أكبر.

أما بخصوص الزراعات الربيعية، فقد سجل الخبير الزراعي ذاته أن التساقطات خلال هذه المرحلة تؤدي إلى ظهور الفطريات وتضعف مناعة المزروعات، مما يتطلب استنجاد الفلاحين بالمبيدات والأدوية المضادة للفطريات والحشرات، مشددا على أن استعمال هذه الأدوية أصبح ضروريا مع التغيرات المناخية التي تعيشها بلادنا.

عن هسبريس


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...