فيديو رئيس تغازوت “عار” يهدم نموذج “التسيير المثالي” بسوس

رصد المغرب

قبل أشهر قليلة كانت تجربة التسيير والتدبير السياسي على مستوى جماعة تغازوت شمال مدينة أكادير؛ من بين أبرز التجارب التسيرية المتميزة التي أنتجتها انتخابات يوم 08 شتنبر سنة 2021، بشهادة الخصوم قبل الحلفاء، قبل أن تنقلب التجربة رأسا بسبب خلافات شخصية.

جماعة تغازوت فاز بها النقابي السابق؛ محمد بوهريست، عن حزب التجمع الوطني للأحرار بأغلبية ساحقة، وكون أجهزة المجلس الجماعي بدون معارضة تذكر، وبدأ في العمل مدعوما بجيل من الشباب الذي يدخل غمار الإنتخابات لأول مرة، ما أفرز فريقا شابا متحمسا للعمل بقيادة رئيس ذو تجربة.

انموذج ناجح في أكادير

في السنة والنصف الأولى من الولاية الإنتخابية الحالية؛ برزت جماعة تغازوت كأحسن انموذج للتدبير الترابي، تجربة شبابية انكبت على البحث عن حلول كل مشاكل منطقة تغازوت السياحية؛ وحاولت تطوير العمل الجمعوي والثقافي من خلال استقطاب العشرات من الشباب والشابات إلى الإهتمام بأمور الشأن المحلي.

كانت “الغيرة” هي محرك السياسيين والجمعويين بتغازوت، والجميع يتقاسم تجربته وامكانياته مع أبناء المنطقة من أجل الصالح العام، حتى داع صيت التجربة على الصعيد الإقليمي والجهوي، ويتم استدعاء الرئيس وبعض نوابه للحديث عن تجربة التسيير في المنتديات الشبابية؛ خاصة تلك المتعلقة بحزب “الحمامة”.

طموح البرلمان تبخر

تجربة التسيير في تغازوت الناجحة؛ جعلت الرئيس محمد بوهريست، يتوصل بوعود بالحصول على تزكية حزب “الحمامة” في الإستحقاقات البرلمانية المقبلة، جزاء له على التدبير الناجح لتغازوت وإسهاماته داخل الحزب؛ خاصة في العمل الإنتخابي خلال الإنتخابات الماضية.

وحتى ظن الجميع بأن بوهريست قضى على خصومه السياسيين ومنافسيه داخل الحزب عن طريق عمله رفقة فريق من الشباب، تسرب شريط فيديو يظهر فيه الرئيس عاريا؛ فانتشر سريعا على مواقع التواصل الإجتماعي وتناولته الصحف المغربية بمختلف أنواعها، ليتكسر مجهود سنوات من العمل على صخرة “السمعة” بسبب فيديو لا يتعدى ثواني، وتتبخر أحلام وطموحات البرلمان.

فيديو هدم الجماعة

إن كان الفيديو المذكور قد انهى بشكل كبير حظوظ بوهريست للحصول على تزكية “الأحرار” للترشح للبرلمان، فقد وضع حدا لتجربة تسيير كانت تعتبر انموذجا ناجحا على الصعيد الجهوي، وأدخل الرئيس في خلافات لا متناهية مع شباب فريقه؛ تطورت مع الوقت لتصبح صراعات شخصية معقدة.

الرئيس يتهم بعض أعضاء فريقه بإخراج أسرار من خلال حسابات وهمية على “الفايسبوك”؛ والأعضاء يردون بأن فيديو العراء هو ما أثر على الرئيس، حتى بدأ يشك في أقرب المقربين إليه، قبل أن تتطور العلاقات إلى الأسوء؛ فشل الجميع في حلها حتى قيادات الصف الأول من حزب “الأحرار”.

من نجاح إلى “بلوكاج”

وحيث أن الحزب وذوي النيات الحسنة فشلوا جميعا في إصلاح ذات البين بين الرئيس محمد بوهريست وفريقه الشبابي بجماعة تغازوت، أمور التدبير تدهورت وأصبح الرئيس في معزل عن فريقه. قبل أن يحاول هذا الأخير إقالته من رئاسة الجماعة عبر محاولة تكوين شروط تفعيل ملتمس الإقالة؛ وكانوا قاب قوسين من الإطاحة به.

واليوم، ونحن ندخل النصف الثاني من الولاية الانتخابية الجارية، لم يتبقى من تجربة جماعة تغازوت النموذجية إلا قصة مضت تروى وتحكى، ماضيها جميل ومتميز وحاضرها “بلوكاج” سياسي يؤثر على ما هو تنموي واقتصادي …، بسبب فقدان الرئيس الأغلبية. فهل يتصالح “الإخوة الأعداء” لإكمال القصة بنهاية سعيدة؛ أم تكون نهاية القصة “تراجيديا”؟

عن آشكاين


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...