الفاتيحي: خطاب الملك يعلن مرحلة الطي النهائي للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء

رصد المغرب

قال المحلل السياسي، عبدالفتاح الفاتيحي، إن العنوان الأبرز للخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان هو مرحلة الطي النهائي للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، مشيرا إلى أن الملك أكد من خلاله على ضرورة استثمار المكتسبات المحققة في ملف الوحد الترابية من أجل مواصلة العمل في أفق الطي النهائي لملف الصحراء المغربية، وذلك من خلال استثمار مواقف دول قوية ومؤثرة في العلاقات الدولية كما هو الحال بالنسبة للموقفين الفرنسي والأمريكي الداعمين لسيادة المملكة على أقاليمه الجنوبية والداعم لمبادرة الحكم الذاتي كحل جيد لهذا النزاع المفتعل.

وأضاف المختص في ملف الصحراء في تصريح لجريدة العمق” أن إشارة الملك إلى الموقف الإسباني له دلالة خاصة على اعتبار أن الدولة الإسبانية هي المستعمرة السابقة للصحراء المغربية وهي التي تعرف خبايا الملف ولاسيما ما يتعلق بالحقوق الروحية والتاريخية والسياسية والثقافية والاجتماعية للمغرب على أقاليمه الجنوبية ولارتباطها بالوطن الأم، وفق تعبيره.

وقال الفاتيحي إن الخطاب الملكي أشار إلى رهان أساسي وتوجيه أساسي مفاده أن المملكة المغربية لم تعد تنتج ردود فعل تجاه مناورات الخصوم ولكنها تقوم بعمل استباقي بكل  عزيمة بالنظر إلى قناعاتها على أن العديد من الدول اليوم باتت مقتنعة بشرعية سيادة المملكة المغربية على أراضيها الجنوبية، وهو ما يدفع إلى العمل الجماعي تقوم بها كل مؤسسات الديبلوماسية الرسيمة والموازية وكل أفراد المملكة المغربية من أجل الاستمرار في نهج النضال ونهج التعريف بعدالة  قضية الوحدة الترابية للمملكة لدى بعض الدول القليلة التي لم تعلن بعد عن مواقفها أو التي تميل إلى الأطروحة الانفصالية.

وأوضح المتحدث أن المملكة المغربية، وفي سياق هذا الحزم  والمكتسبات المحققة في الملف وإلى قوة موقفها التفاوضي  وقوة مبادرة الحكم الذاتي المدعومة من طرف العديد من الدول والمجتمع الدولي من خلال قرارات الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، لن ينتظر أحدا وبأن مسار التنمية في الأقاليم الجنوبية مشروع واعد ومستمر، مشيرا في هذا السياق إلى المبادرة الملكية المتمثلة في إبجاد منافذ بحرية لدول الساحل على المحيط الأطلسي والمنجزات المتعلقة بميناء الداخلة في سياق الرؤية المغربية للربط بين القارات الثلاث الأوروبية، الأمريكية والإفريقية وأنبوب الغاز نيجيريا المغرب نحو أوروبا، وذلك كله في سياق إيجاد اقتصاد إفريقي دامج ومتكامل.

يذكر أن الملك محمد السادس ترأس اليوم الجمعة بالرباط، افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، حيث ألقى خطابا أشار فيه إلى ضرورة شرح أسس الموقف المغربي، للدول القليلة، التي ما زالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ، والعمل على إقناعها، بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية، التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء.

وقال الملك إن ذلك يقتضي تضافر جهود كل المؤسسات والهيآت الوطنية، الرسمية والحزبية والمدنية، وتعزيز التنسيق بينها، بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها، مؤكدا على الدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي.

ودعا الملك محمد السادس ضمن خطابه إلى المزيد من التنسيق بين مجلسي البرلمان بهذا الخصوص، ووضع هياكل داخلية ملائمة، بموارد بشرية مؤهلة، مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص، في اختيار الوفود، سواء في اللقاءات الثنائية، أو في المحافل الجهوية والدولية.

عن العمق المغربي


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...