اتركوا رموز الوطن بعيدا عن استغلالكم السياسوي

كشفت السيدة هيلين اليوسفي أرملة الفقيد عبد الرحمان اليوسفي، عن جزء من مضامين الوصية التي تركها الراحل، ومما جاء فيها وصيته أن يظل المنزل الذي قضى فيه الراحل ورفيقة دربه أيام عمرهما رهن تصرف السيدة هيلين إلى حين مماتها، بعد عمر طويل، ويبقى بعد ذلك مفتوحا في وجه الزوار.
إضافة إلى ذلك، أوصى الراحل اليوسفي بأن يؤول مجموع الرصيد المالي في حسابه البنكي، بعد وفاة السيدة هيلين، إلى المؤسسة الوطنية لمتاحف المغرب……
كان يمكن لهذه الوصية أن تمر مر الكرام او ان يتم التطرق لها بما يليق لذكرى الاستاذ عبد الرحمن اليوسفي رحمه الله … لكن يأبى البعض إلا أن يمعن في استغلال الرصيد الكبير لبعض رجالات المغرب المميزين الذين اصبحوا إرثا مشتركا لجميع المغاربة بمختلف مشاربهم لاستعماله في المماحكات السياسية البئيسة و لمحاولة تسجيل نقاط من خلال هذا الاستعمال اللا أخلاقي ضد خصومه في السياسية … ….
مع كامل الاحترام للاستاذ اليوسفي فإن نشر وصيته او اجزاء منها في وسائل التواصل الاجتماعي و وضعها بالتالي تحت انظار الرأي العام اضافة الى طريقة تسويقها من طرف البعض الذي و بكل تأكيد قد حرفها عن مراد الاستاذ اليوسفي رحمة الله عليه الذي كان في حياته اكبر من ان يدخل في تفاهات حياتنا السياسية و لا شيء يدل انه بعد و فاته قد غير رأيه يجعل من حق اي قارئ ان يعلق عليها …
الوصية تقول ان بأن المنزل الذي عاش فيه الزوجان اليوسفي يبقى رهن تصرف زوجته ما دامت على قيد الحياة ثم بعد ذلك يبقى مفتوحا في وجه الزوار كما ان مجموع الرصيد المالي في حسابه البنكي يؤول بعد وفاة السيدة هيلين الى المؤسسة الوطنية للمتاحف في المغرب …
و لكي تدخل هذه المعطيات في سياقها يجب الاشارة و التذكير بأمرين مهمين ..
أولا السيد اليوسفي و زوجته لم يرزقا بأطفال لكي يؤول لهما هذا الارث بمعنى كما ان السيد اليوسفي قد توفي عن سن السادسة و التسعين مما يرجح ان كل ورثته المباشرين ( اب ام اخوة و اخوات ) لم يعودوا على قيد الحياة ..
ثانيا الرصيد المالي سوف يظل تحت تصرف السيدة هيلين تأخذ منه حاجتها الى حين وفاتها …
ثالثا هناك قاعدة معروفة تقول أن ” الميت لا ذمة له ” أي ان الميت لا ثروة و لا ممتلكات له و تنتهي علاقته بها بوفاته أي بوضوح اكثر فالانسان الذي يتنازل او يعطي ماله و املاكه ( كلها او بعضها ) قيد حياته هو الذي يمكن اعتبار فعله فعلا مميزا و يجب الاقتداء به اما بعد الوفاة و بعد ان يكون الانسان قد تمتع بممتلكاته الى آخر لحظة من حياته، و هذا حقه الطبيعي و هذا ما يقوم به اغلب بني البشر، فأمواله تصبح ملكا للورثة و إن لم يوجدوا فصبح ملكا لخزينة الدولة …
و لوضوح اكثر فالوصية لا تعني تخلي الشخص عن الشيء الموصى به بل فقط تغيير اسم المستفيد منه بعده ..
دعوا امواتنا يرتاحون في قبورهم و كفاكم متجارة برصيدهم الشعبي في وجدان الامة

شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...