اديب انور سوريا الحرب بالوكالة

اديب دهب للجهاد في سوريا وبعد التحاقه بالفصائل اكتشف ان الحرب ليست حربه رجع الى تركيا وكان معه هدا الحوار الذي يشرح فيه سبب رجوعه

1 ماذا عن وضعك العام في تركيا؟

 

لا شك نعيش حياة حافلة بالصعوبات على مستويات عدة فمن جهة  نحن لا نتمتع بالوجود القانوني، بسبب انتهاء مدة اقامتنا بعد دخولنا إلى الأراضي السورية وقتها وبقائنا هناك مدة نتجاوز المدى الذي يسمح به القانون التركي للأجانب مثلنا، هذا الوضع يجعل وجودنا مهدد بالترحيل في حال تعرفت الجهات المعنية على وضعيتنا، ومن جهة أخرى فنحن مضطرون للانتظار على أمل صدور تسوية تراعي سياقات خروجنا من المغرب ووضع عوائلنا  وخلفياتنا الفكرية التي أعلنا عنها بحيث تجعلنا بمنأى عن تأطيرنا ضمن قالب إيديولوجي معين، كما تقتضي ظروف الحياة العمل بشكل غير قانوني طبعا لتأمين حاجياتنا من المأكل والمشرب والسكن مقابل أجر زهيد وساعات طويلة، كل هذا يجعل مستوى الضغط النفسي يتزايد بشكل كبير، فنحن الذين كنت نعتقد أننا نؤدي خدمة سامية للمسلمين بمساندتنا القضية السورية اذا بنا ننتهي إلى هذه الحالة من الاتجار بنا وتقديمنا قرابين لقانون الإرهاب.. لقد تعرضت شخصيا للتوقيف لمدة سنة كاملة في أحد مراكز الترحيل بمدينة “ازمير” ما جعل أسرتي تعيش نوع من التشريد والحرمان الأبوي للطفل، والمصاريف التي يتطلبها من محامي وغير ذلك؛ خلطة من المعاناة…

 

2 لماذا تخليت عن المعارك في سوريا؟

 

كتبت حول السبب سلسلة من ست مقالات موجودة على  الموقع بعنوان”لماذا خرجت من سوريا؟”..لكني سالخص الأمر بجملة واحدة  الحرب هناك ليست حربي ولم تعد تعكس طموحاتي، كما أن تواجدي هناك لا يخدم تلك القضية. اعتقد أن العواطف الجامحة تنكسر أمام طبيعة الواقع؛ فقد تكشفت طبيعة الثورة السورية عن كونها مجال لحروب الوكالة يحرق داخلها كل من يطأ أرضها…بدون محصلة تعود بالنفع على الناس الذين طالبوا مساعدتنا في بدايات الأحداث..ناهيك عن وجود نخبة قيادية متحكمة لا يتجاوز مستوى الوعي لديها الحد الأدنى من الثقافة الثورية تضرر بموجب تصرفاتها كل الوضع الداخلي…

 

3 كيف تتصور معاملة الدولة المغربية للعائدين؟:

 

انطلاقا من تجارب وشهادات من سبقونا بالعودة ولكل من تم تصنيفه تحت مسطرة القانون الذي يجرم الذهاب إلى مناطق التوتر والنزاع، أعتقد أن المعاملة ستختلف من ملف شخص لأخر حسب الدلائل  والمعطيات القطعية وحتى ما سيتم النطق به في جلسات التحقيق، لكني اتفاءل بأن التصور العام سيكون ضمن عملية سلسة جيدة تعكس نوع من الاستيعاب لعملية سفر الشباب إلى تلك المناطق، وتمد يدها لانتشال من سقط في هذا المأزق نظرا لقلة تجربته وجهله وعدم وجود سوابق عدلية لديه كما في حالتنا نحن..

4 ماذا تقول لكن لمن يريد الالتحاق ببؤر التوتر؟

 

نصيحتي لكل من سولت له نفسه الالتحاق ببؤر التوثر: من لم يتعلم من ماضي من سبقه فلن يرحمه مستقبله؛ كما اضع نوع من المسؤولية على الدولة كونها لم تبادر إلى الوقوف أمام موجات العبور من خلال منابر الإعلام المتنوعة الرسمية للتوعية بمغبة ذلك؛ وكذلك المطارات والتحقيق حول نوايا العابرين علما ان أغلبهم من ذوي الانتماءات السلفية الجهادية ما يقوي فرضية الذهاب لسوريا.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...