“حرام علينا الحوار وحلال عليكم !!”

من حق الجولاني باعتباره سيد الموقف ف الشمال السوري بعد إنهاء المنافسين له أن يتخذ الخطوات التي يرى أنها تدعم توجهاته الجديدة بالخروج من العزلة التي يمليها الفكر الجهادي على أتباعه؛ كسرت هتش مبدأ الولاء والبراء وعززت الحوار مع العالم الخارجي أملا في حفظ مصالحها بالبقاء على رأس المعادلة السياسية في سورية المستقبل، في حين يرى البعض أن كل هذا يحمل في طياته نوع من التآمر على مبادئ الثورة وتضحيات الشهداء ووو…. لست بصدد الحكم على جهة او أخرى فالأمر برمته يعكس أزمة داخلية تخص الشعب السوري تحديدا، اما نحن واقصد من فتحوا الحوار مع المغرب فلا حق لنا في المزايدة عليهم فهم أدرى لما يصلح لهم ومكونات الشعب وهيئاته المدنية والسياسية؛ ما يهمني في هذا السياق أن أشير الى موقفنا في عملية جمع المغاربة وقتها على فكرة تراعي تغيرات الأحداث وتعقيداتها خصوصا أنهم في حالة ضعف وتبعية وابتزاز من قبل أمراء الحرب الذين يستخدمونهم كورقة في ملفاتهم الدولية، او لضرب اي توجه من شأنه أن يقدم مصلحة المهاجر في دوامة التلاعب والمتاجرة بهم، كانت الفكرة ان نلفت إلينا الدولة كمواطنين داخلها اخرجهم سياق إنساني ديني ساهمت في تقديم الزخم حوله بشتى الوسائل إعلاميا وميدانيا، ونشير إلى ملف الإرهاب كوسيلة دولية لتعقيد الوضع خصوصا ممن لم يعرف عنهم اي توجهات تنبئ عن التطرف؛ كانت ردة فعل المغاربة مختلفة لكن ما يهمني ان اشير الى جهتين “بقايا حركة شام” و ” الرابطة” فالأولى عملت ما في وسعها على افشالها وضرب سمعة أصحابها والتشكيك في نواياهم، أما الثانية فقد اتخذت الحياد ولزمت الصمت على حد علمي، للاسف تم اللعب على وتر الجانب الأمني على حساب مبادرتنا التي في صميمها تعكس تقديم مصلحة المغاربة ومراعاة تقلبات المستقبل، أدركنا حينها ذلك في بداية التدخل التركي في الشمال(2017)، فبدأ هواة العمل الأمني على تضخيم توجهاتها وإعطائها بعدا تأمريا على أهداف الجهاد فزادت حدة التضييق علينا والقذف بشتى الصفات، حيث دفع بي الى تركيا كمحطة آمنة ننتظر خلالها تطورات مبادرتنا واستجابة عقلانية من طرف الجهات المعنية بالمغرب، تبين لي حينها حقيقة تركيا ومدى برغماتيتها بحيث لم تبال بنا كاشخاص خدموا مشروعها ضد النظام، فالخروج من الخدمة العسكرية يعني السجن والتهميش!!اشياء كثيرة تبينت لنا تعكس دناءة هذا العالم وقسوته…


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...