أطفال_لا_قنابل

في منطقة الجزيرة شرق شمال سوريا تقع عدة مخيمات للاجئين أنشأت إبان الثورة السورية ضد النظام البعثي القائم حاليا، والتي توالت بعدها عمليات مسلحة بالاراضي العراقية بين النظام الحاكم وما يعرف ب “تنظيم الدولة الاسلامية: التي ما فتئت ان تحولت إلى حرب سجال، ليخرج مخيمين عن المألوف وعن الأساس الذي أنشؤوا لاجله ليتحول مخيمي الهول والروج إلى معتقلات نظامية غير شرعية ولا قانونية، ليحتجز بها الاف من نساء وأطفال ينتمون للتنظيم في ظروف غير صحية نفسيا واجتماعيا،بحيث تمارس عليهم شتى الأنواع من الضغوطات النفسية والمادية، موازاة مع توفير الخدمات ومنها ما تتطلب مدخول قار للواحدة منهن، وهذا بحد ذاته يخلق نوع آخر من التحديات الأمنية والاجتماعية ولربما (اخلاقية) مستقبلا والتي ستتمثل في تركيبة هاته الشريحتين من المجتمع (نساء_اطفال) المتحورة من …. إلى … (حاليا لا يمكن التحديد ) ….. وكما هو معلوم عن النفسية العاطفية للمراة التي تطغى على اي جين اخر مما يجعلها هشة،رخوة، سهلة التأثر اكان تأثير سلبي ام إيجابي… وهذا الاخير الذي لا يمكن تحقيقه الا بنسبة ضئيلة جدااا…ما يجعلنا امام كيان غير سوي لا محالة وبذلك نفقد مفتاح الولوج إلى مكنونات خلده، لهذا يضطر المؤطر الى العودة لمربع الصفر في تحليل ومعالجة وبناء هذا الكيان على المستوى الفردي_الشخصي والاجتماعي_الجماعي ، ما يترتب على ذلك استنزاف للوقت والجهود التي كان من الممكن ادخارها و استثمارها في إعادة ادماج آلاف من الأطفال، فقد بات هؤلاء الأطفال مجبرين على دفع ثمن أخطاء ارتكبها آباؤهم عندما قرروا السفر من أجل الانضمام لتنظيم “داعش” الإرهابي والقتال في صفوفه، وترتّب على ذلك تكدُّس آلاف الأطفال في مخيمات الاحتجاز في أوضاع إنسانية بائسة، في حين نرى اشتعال الجدل في بعض دول أوربا تقريبا بشأن مصير أطفال “داعش” الأوربيين والعرب المحتجزين في سوريا، وأعربت بعض الحكومات عن ترددها في إعادة مواطنيها… و كشفت أخرى عن نيتها لاستعادة رعاياها “كالمملكة المغربية” ومنها من قام بخطوة عملية كالجزائر و
يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه الأمم المتحدة دول العالم باستعادة آلاف الأطفال العالقين في مخيم “الهول” و “الروج” شمال شرقي سوريا، حيث أكد (فلاديمير فورونكوف)، المدير التنفيذي لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب خلال أحد الاجتماعات الافتراضية لمجلس الأمن الدولي، أن الظروف المروعة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال تعد من المسائل الأكثر إلحاحا في العالم حاليًا، كما أوضح أن (27) ألف طفل- من 60 دولة ومن بينهم عدد كبير من أبناء مقاتلي تنظيم “الدولة” لا يزالون عالقين ومتروكين لمصيرهم المجهول في المخيمات.

إلا أنها ستبقى تحدي حقيقي للمنتظم الدولي الإنساني الحقوقي الذي وضع امام اختبار لمبادئه وشعاراته وأهدافه…اين هو من الواقع المرير الذي يترعرع فيه هؤلاء الأطفال … وكأن هذا الجيل لن يكون خارج عن القانون الا تحت مسطرة الإرهاب، وكأنه ذاك الأمي، الجاهل، المتبلد، حينما يفقد فرصه بأن يكون عنصر فعال في مجتمعه لعدم تمكنه من مقاليد العلم والتعلم والمعرفة وفتح آفاق فكرية جديدة عليه تخطو به للأمام لن ينجرف إلى عالم الجريمة …

فأطفال “تنظيم الدولة ” في الوقت الراهن يشكلون عقدة دولية تتطلب حلاً لمواجهة تطرف مستقبلي، إن هذه المخيمات ليست على الإطلاق مكانا مناسبا للأطفال، حيث لا توجد مدارس مجهزة للتعلم، أو طعام كاف، أو مياه صالحة للشرب، لذلك من الضروري إعادة الأطفال إلى أوطانهم بأسرع ما يمكن؛ لأسباب إنسانية، وأمنية.

ومن جانبها : شددت التنسيقية الوطنية للمغاربة العالقين بسوريا والعراق على ضرورة سرعة إيجاد حل لتلك الأزمة الإنسانية، داعية المجتمع الوطني للتعاون في هذا الأمر، والعمل على إعادتهم إلى أوطانهم، وإنشاء مراكز خاصة لإعادة تأهيلهم عن طريق محو كل المفاهيم المغلوطة التي زرعها تنظيم “الدولة ” في عقولهم واستبدالها بمفاهيم أخرى صحيحة ودمجهم في مجتمعاتهم دمج إيجابي فعال.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...