ينذر بأزمة غذائية شاملة.. تراجع إنتاج الأرز المحصول الأساسي لنصف سكان العالم

رصد المغرب

في خطوة تهدد محصولا أساسيا لإطعام لنصف سكان العالم، ويمكن أن تؤدي إلى أزمة غذائية شاملة، قلص المزراعين في آسيا استخدام الأسمدة الضرورية للمحصول الاسترايجي، بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها.

وتعد آسيا مركز انتاج الأرز في العالم الذي يعتبر الغذاء الرئيسي لنحو نصف البشرية. ويأتي ارتفاع أسعار الأسمدة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا واستمرار اضطراب سلسلة الإمدادات العالمية بسبب تداعيات جائحة كورونا.

ومن الهند إلى فيتنام مرورا بالفلبين، ارتفعت أسعار مغذيات المحاصيل المهمة لتعزيز إنتاج الغذاء بمقدار الضعف أو الضعفين في العام الماضي فقط. وهو ما أجبر المزراعين إلى تقليص استخدام الأسمدة وبالتالي تراجع المحصول.

في هذا السياق، توقع المعهد الدولي لبحوث الأرز في الفلبين انخفاضا 10% في الموسم المقبل، بما يعادل 36 مليون طن، تكفي لإطعام نصف مليار شخص حول العالم.

ونقل عن “هومناث بهانداري” خبير الاقتصاد الزراعي في المعهد قوله “إن هذا تقدير متحفظ للغاية”، مضيفا أن “التأثير يمكن أن يكون أسوأ كثيرا حال استمرار الحرب في أوكرانيا”.

يأتي هذا في الوقت الذي ارتفع فيه سعر العقود الآجلة للذرة في تعاملات بورصة شيكاغو للحاصلات أمس الأثنين إلى أكثر من 8 دولارات للبوشل الواحد “14.5 كيلوغرام” وذلك لأول مرة منذ نحو عشرة أعوام، في ظل اضطراب الإمدادات في السوق العالمية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية وزيادة الطلب على الإنتاج الأمريكي.

وتقول وكالة “بلومبيرغ” للأنباء إن الأسعار لم تصل إلى مستوى 8 دولارات للبوشل منذ سبتمبر/ أيلول 2012، بعد موجة الجفاف والحر الكارثية التي ضربت المحصول في الغرب الأوسط الأمريكي، وفي ذلك العام وصل سعر البوشل إلى 8.49 دولار.

كما تضررت النظرة المستقبلية لإمدادات الذرة نتيجة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، واضطراب نشاط الزراعة وحركة التجارة في المنطقة المسؤولة عن نحو 20% من إمدادات الذرة في السوق العالمية.

في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الأسمدة بشدة نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة، ما أدى إلى تعثر نشاط الزراعة في الولايات المتحدة أيضا.

على صعيد متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان “إن الوزيرة جانيت يلين ستعقد اجتماعا على مستوى عال اليوم، لمناقشة الاستجابة العالمية لأزمة الأمن الغذائي التي تفاقمها حرب روسيا وأوكرانيا”.

الوزارة أضافت أن “الاجتماع سيشارك فيه رؤساء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، إضافة إلى وزراء يمثلون دول مجموعة السبع ومجموعة العشرين وخبراء فنيين من مؤسسات مالية دولية”.

بيان الوزارة الأمريكية ذكر أن “الاجتماع سيتناول الاستجابة العاجلة لأزمة الأمن الغذائي العالمية الجارية التي يفاقهما التدخل الروسي في أوكرانيا”، وسيدعو المؤسسات المالية الدولية إلى “تسريع وتعميق استجابتها”.

وقال مسؤول بارز في وزارة الخزانة الأمريكية “الوزيرة يلين تشعر بقلق عميق إزاء تأثيرات الحرب في الاقتصاد العالمي، بما في ذلك خطر تزايد انعدام الأمن الغذائي في الأسواق الناشئة والدول النامية حول العالم التي ما زالت تسعى جاهدة إلى التعافي من الجائحة”.

وكانت يلين قد أعلنت خطط الاجتماع الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن أكثر من 275 مليون شخص حول العالم يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي.

عوامل ارتفاع الأسمدة

وأدى تعرقل الإمدادات بفعل وباء كورونا، وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، الذي يشكل عنصرا مهما في عملية الإنتاج، بالإضافة لعوامل أخرى إلى ارتفاع هائل بأسعار الأسمدة الزراعية.

كذلك، العراقيل الإضافية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، مما يعني أن المستهلك سيدفع مبالغ إضافية عن كل طبق يتم تناوله تقريبا.

ونقل عن ألكسيس ماكسويل، المحلل لدى “غرين ماركتس” المختصة بالتحاليل والأخبار حول الأسمدة قوله مؤخرا: “لا توجد أي دولة أخرى لديها القدر نفسه من الأسمدة الجاهزة للتصدير”، مضيفا أن الأسمدة الروسية “تنتشر في كلِّ القارات”. علما أن روسيا تعد من أكبر المصدرين لعدد من أنواع الأسمدة منخفضة التكلفة.

وبحسب ريينشي: “تعتقد أن الناس يحتجون حين يرتفع سعر الوقود من ثلاثة إلى أربعة دولارات للغالون؟. انتظر لترى ما سيحدث حتى تصبح فاتورة البقالة تساوي ألف دولار شهريا”.

بدوره، يقول أرلان سوديرمان، كبير الخبراء الاقتصاديين في مجال السلع في شبكة الخدمات المالية “ستون أكس”: “قد نضطر لتضييق إمدادات الأسمدة قبل الموسم الزراعي في أمريكا الشمالية، مما قد يؤثر على عام كامل من الإنتاج العالمي”.

وكانت أسعار الأسمدة ارتفعت بشكل كبير أصلا بفعل أزمة الغاز في أوروبا، مجبرة العديد من المنتجين على خفض الإنتاج، أو حتى على الإغلاق في بعض الحالات.

يضاف إلى ذلك ارتفاع تكلفة الشحن، وزيادة الرسوم الجمركية، وحالات الطقس المتطرفة، والعقوبات على بيلاروسيا حليفة موسكو، والتي تسهم في خُمس الإمدادات العالمية من سماد البوتاس الذي يستخرج من المناجم.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...