الشرق والجنوب يتصدران نسب البطالة وسط مطالب باستدراك نواقص عديدة‎‎

رصد المغرب

بمؤشرات تتثبت الجهات الجنوبية للمملكة وجهة الشرق في صدارة العطالة بالمغرب، لم تأت مبادرات عديدة بجديد يغيّر من واقع المناطق التي تكابد ضعفا اقتصاديا كبيرا يجعلها غير قادرة على امتصاص شباب يضطر أغلبهم إلى البحث عن فرص عمل خارج المحيط القريب.

ووفقا لإحصائيات المندوبية السامية للتخطيط تهم سوق الشغل خلال الفصل الثاني من سنة 2022، فقد سجلت أعلى معدلات البطالة بالمغرب في الجهات الجنوبية (20,9 في المائة) وتليها جهة الشرق (18,2 في المائة)؛ وهي معطيات تزكي سابقاتها من الأرقام التي تنبه إلى ارتفاع البطالة في هذه الجهات.

وتتعدد قراءات تصدر الجهات الجنوبية وجهة الشرق للإحصائيات؛ لكن أغلبها يتفق على الصعوبات التي تواجهها هذه الجهات على مستوى البنيات التحتية وضعف حضور القطاع الخاص في مقابل اعتماد شبه كلي على الدولة، ثم التأثيرات التي تسبب فيها إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر.

إدريس الفينا، الخبير الاقتصادي، اعتبر النسب في هذه الجهات غير جديدة؛ فمنذ سنوات وجهة الشرق مثلا تسجل نسب بطالة مرتفعة، خصوصا في المدن التي تشهد دينامية اقتصادية ضعيفة ولا تتوفر على مناطق صناعية، وزاد: “شباب المدن يعانون كثيرا في هذه المناطق”.

أما البادية بالنسبة إلى الفينا فهي تقوم بدورها على أحسن وجه من خلال النشاط الفلاحي، مسجلا أن جهة الشرق استفادت من إجراءات عديدة مؤخرا؛ لكنها لن تعطي الأكل سريعا، ومضى مؤكدا: “لا بد من استثمار برامج “فرصة” و”انطلاقة”؛ وذلك عبر تحرك المسؤولين وتواصلهم مع الشباب”.

وسجل الخبير الاقتصادي ذاته أنه من الضروري وضع بنك مشاريع وعقارات مساعدة، مؤكدا في هذا الصدد أن “أغلب الشباب يبحث عن قرض بنكي؛ لكنه غير مسلح بمشروع واضح”، مشددا على أن “السلطات المركزية قامت بعملها، ووجب الآن أن يتم التحرك على المستوى الجهوي”.

وفي الجهات الجنوبية، يرى الفينا أن عمل الدولة قائم من خلال نموذج أعطى أكله، معتبرا البطالة هناك ظرفية ترتفع وتنخفض؛ لكن وجب التنبيه إلى ضعف كبيرا للقطاع الخاص والتعويل كثيرا على الدولة، مطالبا بضرورة تحرك المسؤولين الجهويين لتوفير تكوينات وتوضيحات للشباب.

مهدي فقير، الخبير الاقتصادي، سجل أن هناك تفسيرات ظرفية وهيكلية للوضع، معتبرا أن السياق الراهن يتميز بتبعات كوفيد19، وهناك تمايز في قدرة الجهات على الصمود أمامها واستدراك ما فات، وزاد: “المناطق التي توفر الترفيه والسياحة استطاعت مقارنة بغيرها”.

وأضاف فقير، في تصريح لهسبريس، أن الجفاف بدوره شكل ضغطا على المناطق القروية؛ وهو ما خلف ضعفا كبيرا على مستوى المردود، مؤكدا ضرورة تنزيل مخرجات النموذج التنموي والخروج من الحلول الظرفية، خصوصا في المناطق التي تشهد نسب بطالة مرتفعة.

وفي الجنوب، لا يمكن حصر المجهودات التي تقوم بها الدولة، وفق فقير؛ لكن لابد من تكثيف المجهودات، خصوصا على مستوى البنيات التحتية والانفتاح على القطاع الخاص. أما في جهة الشرق، فلا يمكن انتظار أي شيء من الجارة الشرقية والحدود هناك، مؤكدا أن المنطقة عليها استثمار مؤهلاتها.

عن هسبريس


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...