هل يمكن أن تعكر تصريحات الريسوني صفوة العلاقات المغربية المورتانية؟

رصد المغرب

صرح رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، في حوار صحفي بأن موريتانيا “جزء من المغرب ووجودها صنيعة استعمارية”، معتبرا أن “المغاربة قاطبة والعلماء والدعاة في المغرب مستعدون للجهاد بالمال والنفس (…) وتنظيم مسير بالملايين حتى تندوف وليس فقط العيون”.

تصريحات الريسوني أثارت ردود فعل غاضبة لدى عدد من السياسيين والجمعويين الموريتانيين، بعضهم تحدث لـ”آشكاين”، معتبرين تصريحاته “ضربا للجهود المبذولة في سبيل تقوية العلاقات وتوطيدها والذهاب بالتعاون إلى أفق مغاربي واقليمي”، وأن ذلك “لا يخدم مصالح الشعبين المغربي والموريتاني”.

ويأتي هذا النقاش، في سياق تحاول فيه الجارة الجزائر استمالة الجمهورية الموريتانية ودفعها لإعلان مواقف أو اتخاذ خطوات لا تخدم مصالح الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وذلك من خلال اتفاقيات عدة من بينها اقتراح لتصدير الغاز الجزائري إلى موريتانيا عبر خط أنابيب، ما يطرح أسئلة حول ما مدى إمكانية تسبب تصريحات الريسوني في تعكير صفوة العلاقات المغربية المورتانية؟

في هذا الإطار، سجل الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الامية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، بأن تصريحات الريسوني تنهل من مرجعية أصولية وأنها لا تعتبر تصريحات رسمية، مضيفا أن الريسوني يعبر عن مواقفه الخاصة ومواقف بعض تيارات الإسلام السياسي التي تنطلق من منطلقات دينية من خلال الأمة الإسلامية ووحدتها أو منطلقات تاريخية مثل التي عبر عنها سابقا حميد شباط.

وأكد لعروسي في تصريح لـ”آشكاين”، أن آراء الريسوني وشباط هي مواقف خاصة لا يمكن اعتبارها مواقف تعبر عن عقيدة الدولة أو سياستها الخاريجة، مشددا على أن موريتانيا في آخر المطاف دولة لها وجود وحدود وهي عضو في الأمم المتحدة ولها صوت، والسياسة الخارجية في المغرب مجال محفوظ للملك بمقتضى الدستور”.

وبالرغم من أن تصريحات الريسوني لا تعبر عن عقيدة الدولة، يضيف الخبير في تسوية النزاعات، فإن من شأنها أن تربك سياسيات الدولة بالرغم من أن منطق هذه الاخيرة في تسير قضية الصحراء منطق عقلاني مختلف عما تراها التيارات الإسلامية، وبالتالي فهذه التصريحات “لن يؤثر على طبيعة العلاقات المغربية الموريتاني المتينة”، وفق تعبير لعروسي.

عن آشكاين


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...