خبير يُعَدّد دلالات سحب البيرو اعترافها بالبوليساريو بعدما اعترفت بها كولومبيا

رصد المغرب

سحبت جمهورية بيرو، يوم الخميس 18 غشت الجاري، اعترافها بما يسمى الجمهورية المزعومة لجبهة البوليساريو الإنفصالية، حيث ذكر بلاغ لوزارة الخارجية في البيرو أن هذا القرار يأتي، أيضا، للتعبير عن “دعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية”.

وجاء قرار جمهورية البيرو أياما فقط من إعلان جارتها كولومبيا في بيان صحفي صادر عن وزارة خارجيتها استئناف العلاقات الدبلوماسية مع ما تسميه جزافا “الجمهورية الصحراوية الديمقراطية”، وذلك بعد تولي اليساري الراديكالي غوستافو بيترو، رئاسة هذا البلد، وهو ما يحلينا على التساؤل عن دلالات هذا الأمر.

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي والباحث في الشؤون السياسية، محمد شقير، أن “هذا الأمر يدخل في سيادة الدول، إذ أنه بعد التغيير الذي وقع في كولومبيا وصعود الرئيس اليساري إلى الحكم، تغيرت نظرته للأمر وأعاد النظر في علاقته الدبلوماسية بالمغرب وأعاد الاعتراف بالبوليساريو، مقابل ذلك أعلنت البيرو عن قبولها بمبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب”.

وشدد شقير، في تصريحه لـ”آشكاين”،  على أنه “وجب على الدولة المغربية والسلطات الرسمية في البلاد أن تضع تصورا واضحا وممنهجا لاكتساح هذه الدول الأمريكو-لاتينية، بحكم أن هذه الدول ظلت لوقت طويل مجالا لتحرك الأجهزة الدبلوماسية الجزائري والنشطاء الصحراويين، لكون كوبا كونت العديد من النشطاء والقيادين في جبهة البوليساريو”.

موردا أن “هذه الدول الأمريكو-لاتينية كان يحكمها اليسار، وتاريخيا هي مرتبطة بحركة التحرير، وهو ما تم استغلاله من طرف الآلة الدبلوماسية الجزائرية في غياب تام للمغرب، ما يجعل هذه الدول لا تتوفر على معرفة تامة بملابسات القضية الوطنية”.

وأردف أن “هذا الأمر يحتم على المغرب أن يضع تصورا واضحا وآلة دبلوماسية يمكنها أن تؤثر وتعمل على التعريف بالقضية الوطنية، وهو ما بدأت السلطات الرسمية تقوم به، سواء من خلال الدبلوماسية الموازية أو من خلال بعض السفراء اللذين يمكنهم التعريف بالقضية الصحراوية، حيث أنه في حكومة اليوسفي مثلا تراجعت مجموعة من الدول عن اعترافها بالجمهورية الصحراوية، نظرا لكون حزب الاتحاد الاشتراكي كان لديه إشعاع هناك واستخدم علاقاته للتعريف بالقضية الوطنية وثني مجموعة من الدول على موقفها السابق”.

ولفت الانتباه إلى أنه “قد حان الوقت ليقوم المغرب، ولا ينتظر، ويعمل على محاولة اكتساح هذه الدول والتعريف بالقضية الوطنية، خاصة أن الوضعية الحالية تساعد على ذلك، نظرا لكون إسبانيا تراجعت عن موقفها السابق وساندت المبادرة المغربية، وبحكم أن إسبانيا كانت هي المستعمر الأساسي لهذه الدول فيمكن للمغرب أن يستغل هذه الأرضية للعمل على التأثير في صانعي القرار هناك  والتأثير في مواقفهم وتراجع هذه الحكومات على مواقفها’.

وخلص شقير إلى أنه “لا يجب الانتظار إلى أن تتغير الحكومات لكي تغير الدول مواقفها، بل يجب الاستباق والتعريف بملابسات القضية لتكون الأمور واضحة لدى صانعي القرار هناك سواء كانوا يساريين أو يمينيين، وهناك بعض المعاقل يجب التركيز عليها مثل فنزويلا وكولومبيا، أما باقي الدول الأخرى مثل الأرجنتين وغيرها  فليس فيها مشكل، وهذا لا يمنع أن يكون لدينا تصور ومنهجية محبكة للعمل على ثني هذه الحكومات على مواقفها السابقة، خاصة أن المغرب لديه ورقتين أساسيتين: الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وتراجع إسبانيا عن موقفها  السابق”.

عن آشكاين


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...