برًا وبحرًا.. أوروبا تطارد شبكات تهريب المهاجرين

رصد المغرب

أعلنت شرطة الاتحاد الأوروبى المعروفة باسم اليوروبول، أنها وجهت ضربة قوية لشبكات تهريب المهاجرين من آسيا وإفريقيا إلى أوروبا، فى واحدة من أقوى العمليات التى قامت بها خلال السنوات الماضية، لافتة أن الشبكة عملت على استغلال بؤر الصراع فى العالم، وخططت لنقل الفارين من مناطق الحرب مقابل مبالغ مالية طائلة نظير حصولهم على طلبات لجوء.

وتعتبر اليوروبول وكالة تطبيق القانون الأوروبية، وظيفتها حفظ الأمن فى أوروبا عن طريق تقديم الدعم للدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى فى مجالات مكافحة الجرائم الدولية الكبيرة والإرهاب، حيث تمتلك الوكالة أكثر من 700 موظف فى مقرها الرئيسى الكائن فى لاهاى فى هولندا، وهى تعمل بشكل وثيق مع أجهزة أمن دول الاتحاد الأوروبى ودول من خارج الاتحاد كأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والنرويج.

وعلى الرغم من الاعتراف بها إلا أنه لا يمتلك ضباط اليوروبول صلاحيات مباشرة للإيقاف والاعتقال ولكنهم يدعمون ضباط الأمن العاديين بالقيام بمهام جمع المعلومات وتحليلها وتوزيعها إضافة لتنسيق المهمات المشتركة، وتستفيد أجهزة الأمن المستقلة لدول الاتحاد بدورها من خدمات الوكالة الاستخباراتية لتجنب وقوع الجرائم وللتحقيق فيها فى حال وقوعها ولتعقب وإلقاء القبض على مرتكبيها.

ومن ضمن الملفات التى تعمل عليها خلال السنوات الماضية هو ملف المهاجرين الذى أصبح صداعا فى رأس زعماء أوروبا والحكومات المختلفة وورقة ضغط يستغلها المعارضون من أجل الإطاحة بهم وإحراجهم أمام الشعب، وتعمل الوكالة على مكافحة الشبكات التى تقوم بتهريب هؤلاء المهاجرين من منطلق الصراع فى البر والبحر.

وكشفت الوكالة أنها تمكنت من القبض على 5 أشخاص بعد تحريات طويلة، ينتمون إلى عصابة يشتبه في أن تكون مسؤولة عن تهريب مهاجرين معظمهم من أكراد إيران والعراق، بالتنسيق مع ذراعها القضائية «يوروجاست» وأجهزة الشرطة الأوروبية ووكالات إنفاذ القانون الأمريكية.

عملت تلك المنظمة بطريقة احترافية خلال العامين الماضيين طبقا للتحريات على تهريب الفارين من مناطق الصراع بطريقة ذكية للغاية، والتى مكنتهم من اختراق عدد من المطارات الأوروبية دون حتى أن يتم القبض على أى فرد من الأشخاص المهاجرين، وذلك باستخدام أساليب وتقنيات حديثة وسيارات فارهة وطائرت خاصة وجوازات سفر دبلوماسية.

فى البداية يقوم المهاجر بدفع مبلغ 20 ألف دولار مقابل تجهيز أوراقه ونقله إلى أحد المطارات الأوروبية، وهناك يقوم بتقطيع جواز السفر الدبلوماسى ويقدم أوراق طلب لجوء، ومن أجل تنفيذ ذلك المخطط يتم الاحتيال على الفنادق وشركات الطيران وحجز أماكن وحجر خاصة ولكن لا يتم دفع مقابل، لأنها فى النهاية عمليات تمويه.

عمليات أوروبية

يقوم المهاجر ومعظمهم أكراد من إيران أو العراق بالتوجه إلى تركيا ومنها يستقل طائرة خاصة، والتى من المفترض أن تتوجه إلى جزر الكاريبى، ولكن ذلك لا يحدث نهائيًا، حيث تهبط فى النهاية داخل أحد المطارات الأوروبية، وقالت شرطة اليوروبول إن العصابة الإجرامية تمكنت بداية من ديسمبر 2020 فى تنفيذ 5 عمليات مختلفة فى 5 بلدان أوروبية.

وخلال المحطات فى مختلف المطارات الأوروبية بما فيها النمسا وفرنسا وألمانيا، غادر المهاجرون الطائرة وتخلصوا من جوازات سفرهم المزوّرة وتقدّموا بطلبات لجوء، وخلال عمليات من الأجهزة الأمنية تم تنفيذها فى بلجيكا وإيطاليا لأماكن اختباء المتهمين صادرت السلطات طائرتين وسيارة فارهة ومعدات تستخدم لإصدار أوراق ثبوتية مزورة.

وقالت اليوروبول؛ إن المتهمين يواجهون اتهامات بتهريب المهاجرين وتزوير الوثائق وغسل الأموال، كما يشتبه بإصدارهم لشيكات مزورة والاحتيال على الفنادق بعدم تسديد الفواتير وشركات الطيران أيضا من أجل تأسيس أسطولها.

أما فى البحر فقد ألقت الوكالة القبض على زعيم شبكة مشتبه بقيامها بتهريب ما يصل إلى 10 آلاف شخص على متن قوارب صغيرة عبر القنال الإنجليزى إلى بريطانيا، مع 38 آخرين فى عملية واسعة لأجهزة الشرطة فى جميع أنحاء أوروبا، وبالإضافة إلى الاعتقالات، قالت السلطات الأوروبية إن الشرطة عثرت على 135 قاربًا فى أماكن من بينها مزرعة ألمانية ومستودعات فى هولندا وأكثر من 1000 سترة نجاة ومحركات خارجية وحزم من المجاديف وأموال استخدمت فى التهريب.

وقالت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة فى بريطانيا؛ أنها أكبر عملية من نوعها ضد هذا التهديد، وآمل أن ترسل رسالة إلى المهربين، حيث نسقت خمس دول ووكالات الشرطة والعدالة التابعة للاتحاد الأوروبى العملية، التى أدت إلى اعتقال 18 شخصا فى ألمانيا وتسعة فى فرنسا وستة فى بريطانيا وستة فى هولندا..

وقالت اليوروبول؛ إن زعيم المجموعة المشتبه به كردى إيرانى يبلغ من العمر 26 عاما وتم القبض على 39 شخصًا فى إطار هذه العملية المنسقة ضد تهريب المهاجرين، وأفادت يوروبول بأن الاعتقالات استهدفت إحدى الشبكات الإجرامية الأكثر نشاطًا فى تهريب البشر عبر القنال من فرنسا إلى بريطانيا بقوارب صغيرة، وصادرت الشرطة عشرات الآلاف من اليورو نقدا وأسلحة نارية.

تفكيك الشبكة

وقال مسؤولون أمنيون لوسائل الإعلام الأوروبية؛ إن الشبكة التى تم تفكيكها فى عملية الشرطة يعتقد أنها غير متصلة بالشبكة التى كانت وراء حادث الغرق فى نوفمبر الماضى، حيث لقى 27 شخصًا حتفهم أثناء محاولتهم العبور، وقد وصل أكثر من 28 ألف شخص فروا من الصراع أو الفقر المدقع فى أفغانستان والسودان والصومال والعراق وغيرها إلى بريطانيا عن طريق القنال العام الماضى.

وتوقع المسئولون تراجعًا فى عدد محاولات عبور القنال نتيجة لذلك، رغم أن الإجراءات الصارمة المتزايدة التى اتخذتها الشرطة البريطانية والفرنسية لسنوات لم تفعل شيئا يذكر لردع الأشخاص العازمين على محاولة القيام برحلة محفوفة بالمخاطر للوصول إلى بريطانيا.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...