هي الأم التِي أحيتْ مَواتًا

رصد المغرب

هُنا كانتْ وما عادتْ حَصافٌ ** ملاكٌ قلبُه لطفٌ ورَأفُ

بِدمعٍ من خطايانا وشوك ٍ ** بِحلقٍ لم يجدُ حُبا يَعِفُّ

وطِفلٍ لا لهُ فيها أيادي ** بكى حِضنًا و حُبا لا يَجِفُّ

تعالتْ صرخةٌ منه تبوحُ ** أتَرمِيني أبي، وِزرًا يُخيفُ؟

أتُلقِينا كسَقطٍ من متاعٍ ** الى غابٍ، بِجَفنٍ لا يرِفُّ؟

فمنْ يرحم وفي الغابِ الأفاعي ** وان لانَتْ بها سُمٌّ زِعافُ؟

ترَجَّلْ يا طريدَ العارِ انِّي ** كما تعلمْ بِلا عارٍ يَحُفُّ

لكِني ،رغم أنفي، حَرفُ عِلَّة ** وفي الأشْعارِ اِقْواءٌ عَسافُ

فها أمٌّ بفيضٍ مِن حنانٍ ** كنهرٍ اذْ جرى ماتَ الجَفافُ

فها عائِشٌ بقلبٍ من لجَينٍ ** أبٌ أمٌّ وأختٌ يا عفافُ

ودِفءُ الحِضن في ليلٍ بهيمٍ ** يُقهقِه فيه أشباحٌ جِلافُ

وتَمضي لا ترى وِزرا لِطفلٍ ** وانْ ألقتْ به أمٌّ رَجافُ

هِي الأم ُّ التي أبناؤُها ** من خطايانا ، اذا هانَ العفافُ

هي الأم التي أحْيتْ مَواتا ** بأغْراسٍ يُرى فيها القطافُ

هي الأم التي أبْكت نَدامَى ** وربَّتْ أمَّهاتٍ عافَهُنَّ ضِعافُ

ستبقى روحُها مُزْنًا يجودُ ** وظِلاًّ لا تُباعِدهُ الخِرافُ

اذا في الغابِ جُورٌ من ذِئابٍ ** وفِسقٌ لا يُبالي ، لا يخافُ

فيا غَيث المَشاتي طُفْ بِقبرٍ ** لِيزهِرْ كُلَّما حلَّت به الألْطافُ


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...