لقبه أهل الفن بـ”مكتشف النجوم”.. شهادات اعتراف في حق الراحل محمد عاطفي

رصد المغرب

“مكتشف النجوم”.. هكذا لقب أهل الفن الممثل والمخرج المغربي محمد عاطفي، الذي رحل إلى مثواه الأخير، إثر أزمة صحية ألمت به في الفترة الأخيرة، معترفين بجميله، ومشيدين بما قدمه للخزانة الفنية المغربية من عطاءات.

وأجمعت الشهادات التي استقتها جريدة مدار21، على أن الفقيد كان من الوجوه الفنية البارزة التي خدمت الفن المغربي، وساهمت في بروز ثلة من الممثلين، الذين بصموا على مسار متميز في الساحة الفنية، حيث إنه منح لها الفرصة للظهور أول مرة، والمشاركة في أعمال تلفزية ومسرحية.

وفي هذا الصدد، قال الممثل والمخرج إدريس الروخ، إننا فقدنا فنانا كبيرا، وإنسانا ذا طبيعة خاصة، إذ كان صديقا للجميع، ويشهد له العديد ممن عاشروه واشتغلوا معه أنه كان مميزا وأحد أهم المخرجين والفنانين، الذين اكتشفوا العديد من الأسماء التي أصبحت الآن متألقة في الساحة الفنية.

وأردف الروخ، في تصريح لجريدة مدار21: “جمعتني بالراحل محمد عاطفي صداقة، وكانت لنا لقاءات عديدة، حيث إنني لمست فيه الطيبة والأخلاق والنبل، وكان يُشعر الجميع وكأنه فرد من عائلته، لقد ظل متشبثا بالحياة وبالفن، الذي كان دائما بحاجة إليه”.

وأشار المتحدث نفسه إلى أن الراحل برز في التلفزيون بشكل لافت من خلال تقديم عدد من المسلسلات إلى جانب الرواد مثل شكيب بن عمر وآخرون، وكان أيضا أحد رواد الفيديو كليب في المغرب، مضيفا أن محمد عاطفيكان يتميز بموهبة عالية في التمثيل، ويحب جميع الفنانين، وكان يشتغل بكل تفان وإخلاص.

من جهتها، قالت الممثلة فاطمة بوجو التي اشتغلت رفقة الراحل في مجموعة من الأعمال، إن الممثل والمخرج والسيناريست محمد عاطفي يعد من الرواد الكبار في المجال الفني ببلدنا، إذ ولجه ممثلا وتدرج فيه ليصبح مخرجا في القناة الأولى، فبات حينها يخلق فرص الشغل للممثلين وللتقنيين، في زمن كانت الدراما في بداياتها الأولى بالمغرب.

وأضافت بوجو، في تصريح لجريدة مدار21: “تعرفت إليه شخصيا بعد تخرجي من المعهد العالي للفن المسرحي “ليزاداك”، حيث عملت معه في العرض المسرحي “منشورات عكاظ” إلى جانب محمد الأثير، وسعيد عاطفي وأمينة علام، وشاركت أيضا في مسلسله “المصابون”، بالإضافة إلى العمل معه في الملحمة الوطنية التي أخرجها بمسرح محمد الخامس “ربيع المملكة” سنة 2012، وآخر عمل فني جمعني به كان فيلم تلفزي بعنوان “حفيد الحاج” للمخرج رشيد الوالي”.

وأكدت المتحدثة نفسها أن الأستاذ محمد عاطفي كان فنانا أصيلا وطيبا وكريما وراقيا في تعامله مع الجميع، ومعروفا بحبه غير المشروط للفن والإبداع، لافتة إلى أنه كان يغضب كثيرا في السنوات الأخيرة، علما أنه إنسان هادئ جدا، عندما كانت تروج عنه إشاعات المرض وعجزه عن العمل، فهو كان مستعدا دائما للسفر والتصوير، لأنه لم يتخيل قط حياته بعيدا عن التمثيل والإخراج، وفق تعبيرها.

واستطردت بوجو قائلة: “لقد كان مسلسله “راضية”، الذي لقي وقتها انتشارا كبيرا، وأدت فيه الراحلة رشيدة الحراق دور البطولة وأتقنته، إلى جانب زوجها محمد البصري، والفنان محمد الغاوي والممثلة القنيطرية أمينة علام، حيث إنه أسس لدراما تلفزية اجتماعية ترضي كل الأذواق”.

وتواصل المتحدثة عينها بأن واصل النجاح الباهر بمسلسله “سرب الحمام”، الذي ضم مجموعة من الوجوه الشابة حينها، من أبرزها الراحل محمد البسطاوي، ومحمد خيي، ورشيد الوالي، لتتوالى الأعمال الناجحة من خلال مسلسلات “لوصية، و”المصابون”، و”الأبرياء”، و”إسان في الميزان”، ناهيك عن عدد كبير من الأفلام التلفزية، على رأسها “غريب في الحي”، و”حكاية زروال”، و”حصاد الخطيئة”، و”البطاقة”، و”يدي في يديك”، و”ذات مساء”، دون نسيان مشاركاته في أعمال أجنبية من بينها المسلسلان السوريان “ربيع قرطبة، و”ملوك الطوائف”.

من جانبه، أبرز الممثل والمخرج رشيد الوالي، في حديثه لجريدة “مدار21″، أن الراحل كان “يأتي ليتابعه في بداياته بالمسرح، ومنحه أول دور في “ظلال الماضي”، رغم أن بعض الممثلين كانوا ضد فكرة إسناد دور البطولة في عمل ما إلى ممثل في سن الـ24، إلا أنه كان مصرا وآمن به لدرجة لا تتصور ووثق فيه ثقة عمياء”، وفق تعبيره.

وتابع المتحدث نفسه: “تعلمت من الراحل محمد عاطفي الاشتغال على السيناريو، وإعادة كتابة المشاهد ونسج حوارات، ولن أنسى يوم كان يقلني في بداية مشواري إلى الدار البيضاء والرباط، ومنذ ذلك الوقت نشأت بيننا علاقة صداقة وأخوة، وأبوة”، لافتا إلى أنه اشتغل معه في عدد من أعماله التلفزيونية مثل “المصابون”، الذي ظل خالدا في ذاكرة الجمهور المغربي.

أما الفنان عبد الكبير الركاكنة فأكد “أننا فقدنا فنانا كبيرا، وليس عاديا، ويعد مدرسة تعلمنا منها جميعا”، مردفا: “كانت تجربتي الأولى في الدراما المغربية على يده من خلال أول مسلسل أشارك فيه يحمل عنوان “ظلال الماضي” رفقة مجموعة من الفنانين الكبار، من بينهم سعاد صابر، وعبد اللطيف هلال”.

ولفت الركاكنة، في تصريح لجريدة “مدار21″، إلى الراحل محمد عاطفي ساهم في ظهور مجموعة من الفنانين، الذين أصبحوا اليوم نجوما في الساحة الفنية، وأعطى الكثير لقطاع الثقافة سواء على مستوى الدراما التلفزيونية، أو السينما، أو المسرح.

وأبرز المتحدث ذاته أن الراحل كان فنانا متعدد المواهب، وأستاذا في اللغة العربية، تكوّن ببلجيكا في مجالي المسرح والسينما، واشتغلت معه ثلة من خيرة الفنانين من كل الأجيال، وأغنى أيضا الخزانة الدرامية بعدد من الأعمال، وسيظل حاضرا بأعماله الفنية.

وفي السياق ذاته، علق شقيقه عن مسار الراحل قائلا: “محمد عاطفي لا يحتاج إلى تعريف، لأن أعماله تتحدث عنه، لقد كان محبوبا لدى الجمهور المغربي، وساهم في بروز الكثير من الفنانين؛ منهم من اعترف له بالجميل، وبعضهم تنكر له”، مبرزا أن شقيقه كان يتميز بالتواضع، ونكران الذات، وكان يعطي كل ما في جعبته للفن بسخاء، لكنه في المقابل لم يجن منه أي مقابل”، وفق تعبيره.

وخلّفت وفاة الفنان المغربي محمد عاطفي صدمة كبيرة وسط جمهوره ومحبيه، إذ نعوه بكلمات مؤثرة عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان فيلم “الطابع” آخر أعمال الفنان الراحل محمد عاطفي الذي لم ير النور بعد، وتدور أحداثه حول مجموعة من الشباب المغاربة الذين قرروا الهجرة إلى فرنسا من أجل العمل في المناجم قبل أن تفرقهم ظروف الحياة.

عن مدار 21


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...