ساكنة الجنوب الشرقي تحتفل بذكرى معركة “بوكافر” وتحذر من “ندرة الماء”

رصد المغرب

ربط للماضي بالحاضر، ودعوة إلى جبر الضرر الجماعي، يحضران في الاحتفال السنوي في ألنيف بذكرى معركة “بوكافر”، التي تطوي هذه السنة 90 سنة منذ مقاومة الساكنة، بقيادة عسو أوبسلام، في الجنوب الشرقي للبلاد الاحتلال الفرنسي.

هذا الاحتفال الذي توقف سنتي جائحة “كورونا”، بعدما يقارب ثلاثين سنة من إحياء الذكرى، أعلنت فعاليات ألنيف المدنية المشرفة على تنظيمه موعدَه هذه السنة، وأنها ستربط مقاومة ماضي الاستعمار بقضية شحّ الماء بالمنطقة سنة 2023.

بشعار “بوكافر: من مقاومة الاستعمار إلى مقاومة الجفاف، أية إستراتيجية لضمان الاستقرار؟”، قالت جمعية بوكافر للتنمية الاجتماعية والثقافية والبيئية إن هذا الحدث ينظم “في سياق محلي وإقليمي ووطني يتميز بندرة الماء وتوالي مواسم الجفاف، ما ينذر بتفاقم الأزمة، ويطرح تساؤلات حول إستراتيجية الدولة في المنطقة لمواجهة هذه الإشكالية، ودور المجتمع المدني في التحسيس والتأطير والترافع”.

وتورد جمعية بوكافر: “إذا كان الأجداد قاوموا الاستعمار للدفاع عن حرمة وطنهم، والتشبث بهويتهم وأراضيهم بشجاعتهم وتضامنهم وقيمهم، فإن تلك الأراضي تعاني اليوم أكثر من أي وقت مضى من خطر الجفاف والتصحر واستنزاف الفرشات المائية بها”، وتابعت: “إن إشكالية ندرة الماء بالمنطقة تقتضي من جميع القوى الحية ومن مؤسسات الدولة ومن المجالس المنتخبة تضافر الجهود والتفكير في إستراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وضمان استقرار الساكنة في هذه المناطق المقاومة للاستعمار والمدافعة عن الكرامة وسيادة الوطن التي حررها الأجداد بدمائهم”.

يوسف بنعمر، رئيس جمعية “بوكافر”، قال إن تخليد ذكرى معركة بوكافر سيعود هذه السنة “بعدما لم تكن الظروف ملائمة في السنتين الماضيتين”، وزاد: “قررنا إعادة التقليد، مع ربطه بظرفية الجفاف والمشاكل التي نعيشها”.

وأضاف الفاعل الجمعوي في تصريح لـ هسبريس: “يوجد استنزاف للموارد، في غياب رؤية واضحة للدولة، رغم حديث الملك عن الماء في الدورة البرلمانية الأخيرة؛ لذلك نريد استثمار الذكرى هذه السنة لإثارة المشكل ودق ناقوس الخطر، فالمسؤولون يعدوننا بالبرامج، لكننا نحتاج تسريعها، وربط المنطقة بمورد مائي، مثل سد تنغير الذي بني ويمتلئ الآن، وهو أمل الناس من أجل الماء الصالح للشرب”.

وحول مقصد تخليد ذكرى معركة بوكافر، قال المصرح ذاته: “نخلدها لرد الاعتبار للمقاومين والأجداد الذين ضحوا في سبيل الوطن، وللتعريف بالمنطقة ومقاومتها التي كانت المعرفة بها قليلة في الماضي، لكننا الآن نقرؤها في تاريخ الكتب المدرسية، ويعرفها الجميع في المنطقة، بما يشمل الأجيال الصغيرة وفي المناطق الأخرى”.

وواصل المتحدث ذاته: “نخلد ذكرى ‘بوكافر’ أيضا لتنمية حب الانتماء إلى المنطقة والوطن بشكل عام، فهذه ملحمة تمت منذ 90 سنة، وفي هذا نوع من الترافع من أجل جبر الضرر الجماعي برد الاعتبار عبر الاستثمار العمومي في الطرق والسدود لضمان الاستقرار، لا الاستثمار في المعادن دون اهتمام بالمنطقة واعتبارها مغربا غير نافع؛ لذا ستتخلل احتفال هذه السنة بالذكرى ندوات حول الماء، وتحسيس وترافع لدى المسؤولين”.

عن هسبريس


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...