شركتان تحظيان بـ17 صفقة لوزارة التعليم منذ 2016.. صدفة أم تحايل أم تواطوء؟

رصد المغرب

تحليل 17 صفقة من صفقات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تمتد ما بين 2016 إلى 2022، أظهر عددا من  الخلاصات بناء على محاضر نتائج هذه الصفقات.

من هذه الخلاصات أن الصفقات الـ 17 رست في النهاية على شركتين تعود لشخصين يحملان نفس الإسم العائلي، دون أن يتأكد أي رابط بينهما، غير أن رابط الاعتياد في رسو الصفقات على هاتين الشركتين يبقى قائما، وذلك منذ سنة 2016 إلى سنة 2022.

الخلاصات ذاتها، أظهرت أن شركة infodix التي يوجد عنوانها  في مدينة فاس، رست عليها الصفقات التي أطلقتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس- مكناس، وعددها 10 صفقات، وذلك على مدى 5 سنوات من 2017 إلى 2022.

أما شركة infodis   التي يوجد عنوانها بالرباط، فقد رست عليها 7 صفقات أطلقتها الأكاديمية الجهوية  للتربية والتكوين الرباط سلا القنيطرة، على مدى 6 سنوات منذ 2016 إلى غاية 2022.

شركات متنافسة .. أم أحصنة طروادة؟

الصفقات  الـ 17 التي تتوفر العمق على محاضر نتائجها النهائية، تقدمت لها مجموعة من الشركات، حسب كل صفقة، لكن الملاحظ أن شركات يرد اسمها ضمن المتنافسين في مختلف هذه الصفقات بشكل متكرر، من مثل شركة Didali التي تقدمت للتنافس على هذه الصفقات 9 مرات، وشركة Sesa التي تقدمت 7 مرات وشركة Rabat bureau  التي تقدمت هي الأخرى 7 مرات، وشركة Infomax التي تقدمت للتنافس 6 مرات، وشركة Devink التي تقدمت 5 مرات، ثم شركات Dbm maroc و Derinf و  maxfor systeme  تقدمت للتنافس مرتين لكل منهما، بينما تقدمت شركتي Navara buro و Noble rest  مرة لكل منهما.  هذه الشركات كلها لم تظفر بأي صفقة من الصفقات ال 17.

أما شركة infodix  فقد تقدمت للتنافس على  الصفقات التي تطلقها أكاديمية فاس مكناس  ويبلغ عدد التي تم جردها 10، وفازت بها كلها.  وشركة infodis   التي تقدمت إلى صفقات أكاديمية الرباط والبالغ عددها 7 صفقات، وفازت بها كلها.

يطرح السؤال هنا، هل الأمر مجرد صدفة أم أن شركات تحولت إلى أحصنة طروادة لا غير؟ ما دام أن شركتين فقط هما اللتان ترسو عليهما الصفقات التي سنجردها بمراجعها وقيمتها المالية.

ثم إن الشركتان ترسو عليهما هذه الصفقات دائما، بحيث إن شركة infodis الموطنة في مدينة الرباط تفوز بالصفقات التي تطلقها الأكاديمية الجهوية للرباط سلا القنيطرة، بينما تفوز شركة infodix  الموطنة في مدينة فاس بالصفقات التي تطلقها الأكاديمية الجهوية لفاس مكناس.

17 صفقة بين أكاديمية فاس والرباط

فيما يلي جرد للصفقات الـ 17، بمراجعها وموضوعها وقيمتها، حسب التسلسل التاريخي:

شبهات حول الصفقات وفيدرالية تتحرك  

شكلت فيدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وترحيل الخدمات، مؤخرا، لجنة داخلية تحت اسم لجنة طلبات العروض والصفقات العمومية”، وذلك على خلفية شبهات تطال صفقات عمومية تطلقها وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة، ووجود ممارسات منافية للمنافسة الحرة فيما يتعلق بصفقات برنامج “جيني” لتزويد المؤسسات التعليمية بالأجهزة المعلوماتية.

من الأسباب الرئيسية لإحداث هذه اللجنة، ما يقع بخصوص الصفقات المتعلقة ببرنامج “جيني” لتزويد مؤسسات تعليمية بالتجهيزات المعلوماتية، وهي طلبات عروض تطلقها الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، تحت إشراف مديرية مركزية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة. ذلك أن طلبات عروض صادرة عن أكاديميتي الرباط وفاس، ترسو في النهاية على شركتين محددتين منذ سنة 2016.

بحسب معلومات توصلت بها العمق، من مصادرها، فإن بعض الشروط التي يفرض دفتر الشروط الخاصة المتعلق بطلبات العروض المذكور، يعتمد أجلا في حدود 20 يوما تقريبا من أجل تقديم نموذج واحد من التجهيزات المعلوماتية المراد اقتناء قبل ايداع ملف التباري لدى اللجنة المشرفة على طلبات العروض، بحيث تطالب بعض المقاولات بتمديد هذا الأجل حتى تتمكن من لديها الرغبة في التنافس من توفير النموذج المطلوب في آجال معقولة.

وبالإضافة إلى ذلك، تواجه مقاولات صعوبات كبيرة للحصول على شهادة المصنع التي تمكن المقاولات من تأمين اقتناء التجهيزات المراد توفيرها ضمن طلبات العروض، ذلك أن مزودا أو مصنعا أجنبيا واحدا هو يمنح هذه الشهادة، حسب التجهيزات المطلوبة، حيث يمنحها لمقاولات محددة ويرفض أن يسلمها لمقاولات أخرى.

 إشارة

سبق للعمق، أن نشرت مقالا مقتضبا حول شبهات تحوم حول هذه الصفقات. وقبل نشر المقال المقتضب تواصلت الجريدة مع وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة، دون أن تتلقى أي رد.

بعد ذلك، حاولت العمق مرة أخرى التواصل مع الوزارة، وأرسلت إليها أسئلة، ووعدت الوزارة بالجواب، غير أنها لم ترد إلى حدود اليوم بالرغم من أن الجريدة أخبرت الوزارة بالموعد المرتقب للنشر وذلك قصد تلقي الأجوبة لإدراجها ضمن الموضوع.

عن العمق المغربي