حديث في الرياضة

رصد المغرب

تأهل تاريخي وبطولي لوداد الأمة أمام فريق ماميلودي صانداونز الجنوب إفريقي في مباراة إياب نصف نهايـة عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم، ليؤكد الفريق الأحمر مرة أخرى أنه بات رقما مستعصيا في كرة القدم الإفريقية، ومرآة عاكسة للسيادة الكروية المغربية في الساحة الكروية العربية والإفريقية، خاصة بعد إقصاء الفرق المغربية في المسابقات الإفريقية، ونخص بالذكر النسر الأخضر الذي لم يعد عشه يسر الناظرين والزائرين، والفريق العسكري الجيش الملكي، الذي يحاول التموقع في المشهد الكروي الإفريقي بعد سنوات كروية عجاف؛

تأهل الوداد الرياضي إلى نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، في عقـر دار فريق جنوب إفريقي من العيار الثقيل، له أكثر من دلالة وأكثر من رمزية، بالنسبة لكرة القدم المغربية التي تعيش بهاء كرويا غير مسبوق، سواء تعلق الأمر بالمنتخب الأول الذي دخل تاريخ كرة القدم العالمية من بوابته الواسعة بعدما وصل إلى المربع الذهبي في مونديال قطر، متجاوزا مدارس كروية رائدة عالميا، أو بالنسبة لمنتخب الفوتسال الذي وصل إلى العالمية، أو بالنسبة للمنتخب النسوي لكرة القدم، الذي بات واحدا من أبرز المنتخبات الإفريقيـة، أو بالنسبة للمنتخب الوطني أقل من 17 سنة، الذي وصل إلى مباراة نهاية كأس إفريقيا للأمم، وكان من الممكن الظفر باللقب الإفريقي لولا سوء الطالع؛

الوداد الرياضي، أنقد شرف كرة القدم المغربية في زمن الريادة والبهاء، وضمن للمغرب مكانا في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية إلى جانب فريق الأهلي المصري، وبهذا العبور التاريخي إلى محطة النهاية، قـدم الفريق الأحمـر، دروسا كرويــة في الصبر والتحمل والتحدي والجرأة والشجاعة والجاهزية والاستعداد، والثقـة والعزيمـة والإصرار والرغبة الجامحة في النصــر والريادة، وهذه النشوة الكروية الودادية، لابد أن تشكل قوة محفــزة من شأنها الدفـع في اتجـاه الظفـــر باللقب الكروي الأغلى إفريقيـا، من باب الإسهام فيما تعيشه كرة القدم المغربية من بهـاء وإشعاع إفريقي وعربي ودولي؛

أما الأندية الوطنية خاصة الممارسة في البطولة الاحترافية، فهي مطالبة بمواكبة ما وصلت إليه كرة القدم المغربية من ريادة قارية ودولية، بالمزيد من الاجتهاد وتطويــر القدرات على مستوى التسيير والتكوين وتوسيع قاعدة الممارسين، والقطع مـع ممارسات التردد والعشوائية والارتبــاك، بما يخـدم كرة القدم المغربية ويعزز ريادتها العربيـة والإفريقية، مع ضـرورة إعادة الاعتبار للرياضة المدرسية، والرهان على ملاعب القرب لتقريب الممارسة الكرويـة من الأطفال والشباب اليافعيـن، والاستمـرار في استراتيجية إنشاء البنيات الرياضية الكبرى خاصة فيما يتعلق بالمركبات الرياضية ومراكز التكوين وأكاديميات كرة القدم، وقبل هذا وذاك، تطهيـر المشهد الكروي من العابثين والفاسدين والراكضين وراء الريـع، والباحثين عن الارتقاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي على أكتاف الكرة الساحرة، وفسـح المجال أمام ما يزخـر به الوطـن من خبرات وكفاءات كروية، تستحق أن تمنح لها فرصة صناعة تاريخ وأمجاد الرياضة الوطنية؛

ونختم بالقول، بقدر ما نقدم التهاني لمكونات الفريق الأحمر ولجماهيره العريضة، ونثمن تشبع لاعبيه بثقافة الانتصار، وننــوه بالأداء المميــز لأشبال الأطلس الذين وصلوا إلى نهاية كأس إفريقيا للشباب أقل من 17 سنة، بقـدر ما نأسـف على وضعية فريــق الرجاء البيضاوي الذي فقـد العـزة والأناقـة والبهــاء، وبات “نسـره” وديعـا بعيـدا عن الإبـداع والإمتـاع، وتراجعه أو انكماشه، لن يكـــون إلا إضعافا لكرة القدم المغربية، التي لا يستقيم حالها إلا بقــوة الــوداد وأناقــة الرجــاء، وهي مناسبة لنوجه رسالة مفتوحة إلى مكونات الفريــق الأخضر، من أجل الالتفاف حول الفريـق، والدفــع في اتجاه تعييــن رئيــس “مسؤول” و”متبصر” مشهود له بالحكمة والنزاهة والاستقامة، يضع مصلحة الرجاء وجماهير الرجاء فــوق كل اعتبـار، قــادر على إعادة العافيــة لفريق، الحديث عنه، لن يكـــون إلا حديثا عن تاريخ كــرة القدم المغربية وذاكرتها الخصبة؛

على أمل يتعافى “نـسـر الرجـاء” قريبـا، ويحلـق عاليا في سماء إفريقيـا بأناقـة وسمـو وبهـاء، أما “وزة الــــوداد”، وإن كـان الفـؤاد إلى الرجــاء ميـال، فحـب الـوداد في زمـن البهــاء بـوح وسخــاء .. حظ سعيد عزيزتي وداد، فجسدك الفتان، جديــر بالحب والعشق في يوم البهاء، أما رجاء، فنذكرهـا أن القلب لازال على العهد، وعهد الرجاء حب ووفــاء .. وبـأبيـات الحـب وقوافـي الوفــاء .. نقولها جهــرا أمام عشاق “الحمرة” ومتيمـي “الخضرة” بجـرأة وبدون عناء .. “ديما حمرا” في لحظــة النصر والنشوة والبهـــاء.. “ديما خضـرا” حتى في زمن التيه والإخفـاق والعنــاء …


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...