جناح: أحاول تقديم فرجة تساير طبيعة التغيير الذي خلقه الزمن الرقمي والذكاء الاصطناعي

رصد المغرب

أكد الفنان المسرحي، جناح التامي، أنه يحاول تقديم عروض فرجوية توازي بين ما هو سمعي وبصري مستحضرا طبيعة التغيير الذي خلقه الزمن الرقمي والذكاء الاصطناعي، عادّا أن رقعة العالم الواسعة أصبحت تختزل في هاتف نقال، في الوقت الذي أصبحت فيه الخشبات بتفاصيلها التقنية وعروضها متداولة بسرعة الضوء وفق تعبيره.

وقال التامي إن المسرح عليه أن يركب موجة التجديد ليستمر، ولو أن هذا الطرح يؤرق الفنان المسرحي، لذلك كان لا بد عليه أن يجد نموذجا للمسرح الإيكولوجي الذي يعتمد على الدهشة والتحول والرسكلة؛ أي تطوير آليات الطبيعة والإنسان لخلق مسرح يتماشى مع كل ما هو رقمي.

وأوضح المتحدث ذاته، أنه حين يشرح للناس كيف تحولت قارورة بلاستيكية إلى مضخة ماء أو مزهرية رائعة بعد أن انتهت وظيفتها لنجدها عادت إلى الحياة بتوظيف جديد، تكون طريقة الإعداد أمام كاميرا هاتف نقال وتوزيعها لتحصد نسب مشاهدة وتثير دهشة المتابعين، عادا أن “هكذا يصبح العرض في المسرح الإيكولوجي بلمسة المتتبعين خَلْقًا جديدا لفوضى الصور التي تنظمها فكرة وحيدة أطلقت عليها اسم المسرح الإيكولوجي، وهو نقاش لبحث كبير أكتب فيه الآن وأجربه في كل أعمالي المسرحية”.

ويوظف التامي عشقه للمسرح الشامل من الحركة والموسيقى والتشكيل واللون والضوء بعيدا عن المونوطون والتطويل في الحوار في العروض التي يشتغل عليها، لاسيما وأنه تشبع بنظريات تجارب كثيرة، إذ مر من المدرسة الكلاسيكية والمسرح الفقير “غروتوفسكي” والقسوة مع “آرتو والهابينك” ثم مسرح الحي والمسرح الأمريكي و”الكابوكي” الياباني و”النو” الصيني، ليجد نفسه مع الدكتور عبد الكريم برشيد، وفق تصريحه للجريدة.

وتعد مسرحية “لمساهرية” التي تقدم منهجية المسرح الإيكولوجي نموذجا لرسكلة الإنسان والفكر والإبداع مولودا فنيا للفنان المسرحي جناح التامي التي توظف كل ما يتعلق بالمسرح الحديث بعيدا عن المدرسوة الكلاسيكية.

وقال التامي إن مسرحيته تحكي عن هجرة شاب إلى فرنسا في “حاوية” تنقل تنقل بيانو إلى أوبيرا باريس، ليجد نفسه مستقرا تحت ركح مسرحها يستمتع كل ليلة بعروض فنية دون أن يشاهدها، لاختبائه بسبب عدم حيازته شهادة إقامة.

وفي يوم من الأيام، لم يقاوم الشاب حنينه إلى بلده، بعدما صعدت فرقة “الغيوان” إلى خشبة دار “الأوبيرا”، لتكون نهاية رحلته في باريس، حيث إنه عاد إلى وطنه وعاش بين أزقته وأصبح فنان شارع، وفق تصريحه.

وأضاف التامي أن “المسرحية تعد تكريما واعترافا بوجوه رحلت عنا مثل “جاك بريل” العاشق للمغرب و”اديت بياف” التي لها أصول مغربية وأسماء أخرى”، واصفا إيها بـ”العرض البصري التعبيري الراقص بخط درامي مغاير لما نعرفه”.

وشدد التامي على أهمية الجمهور في العروض المسرحية معتبرا أن المسرح الذي لا يبحث عن جمهوره ليس مسرحا.

وأشرف الصديق مكوار على إخراج هذا العمل المسرحي، فيما تكلف جناح التامي بتأليفها وتصميم سينوغرافيتها، والاثنان تقمصا دوري البطولة فيها إلى جانب الممثل أحمد اولاد.

عن مدار 21


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...