“سي الكالة”..باسو يُحرج التلفزيون ويتحلى بالجرأة لتعرية “اختلالات” مسؤولين

رصد المغرب

تناولت “كبسولة” كوميدية للفنان محمد باسو مواضيع اجتماعية وسياسية وصفت بـ”الجريئة”، لكونها تُسلط الضوء على اختلالات وزراء وسياسيين بشكل ساخر عن طريق توظيف “الكوميديا السوداء”، وتُنبه بشكل مباشر إلى أحداث واقعية تصدرت المشهد السياسي خلال الفترة الماضية.

ولمح باسو في سلسلته “سي الكالة” التي يبثها عبر منصة رفع الفيديوهات “يوتيوب” لاختلالات وزراء في الحكومة الحالية، مبرزا الوجه الآخر لممارسات” لا أخلاقية وخارجة عن إطار القانون”، منها الوساطة مقابل المال، وحجز مقاعد مناصب مهمة لأشخاص غير مؤهلين، في مقابل إبعاد أسماء مستحقة، إلى جانب اختلاس الأموال العمومية.

وفي هذا الإطار، يرى  الناقد عبد الكريم واكريم في تصريح لجريدة “مدار21” أن باسو بهذه السلسة يحرج القنوات الرسمية التي تهرب من معالجة الواقع بتوظيف كوميديا غير لائقة ولا تستوفي الشروط، وتتناول مواضيع “هشة ورديئة” لا تصلح للبث على أنظار الجمهور الذي ينتقدها في كل موسم رمضاني ويدعو إلى إقبارها والتخلي عن عرضها.

وعدّ واكريم أن سلسلة “سي الكالة” و”ناطق غير رسمي” للكوميدي باسو، مختلفتين تماما عما يُطرح عبر شاشات التلفزيون، من “سيتكومات” وسلسلات لا تتوفر فيهما شروط الكوميديا الحقيقية.ولفت واكريم الذي عاين سلسلة “سي الكالة” التي شرع باسو في طرح حلقاتها خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، إلى أنها تتناول “قضايا اجتماعية آنية وحارقة ومهمة في الوقت ذاته، وذلك بشكل كوميدي فني متميز”.

وواصل واكريم حديثه قائلا: “أظن أنه بالرغم من كون باسو يشارك بين الفينة والأخرى في أعمال كوميدية تلفزيونية تبث في رمضان، إلا أنه بهذه السلسة سيحرج القنوات التلفزيونية المغربية التي تبث الرداءة”.

وأضاف المتحدث ذاته أن “باسو يمنح الآن للمشاهد المغربي إمكانية إجراء مقارنة بين عمل جيد يبث في منصة ‘يوتيوب’ وربما ليس بميزانية كبيرة، وبالتأكيد هي أقل بكثير من الميزانيات التي ترصد لتلك التفاهات التي يقصفوننا بها في أثناء ساعات الإفطار”.

وأشار إلى أن باسو استطاع بقدراته في الكتابة مع تجسيده المتقن إلى جانب على طاقم تقني وإخراج بسيط، أن يقدم “مادة جيدة وجميلة تستجيب لانتظارات المشاهدين المغاربة، الذين عبروا عن إشادتهم بهذا المنوج من خلال التعليقات والتفاعل معه”.

وتطرق واكريم في حديثه للجريدة إلى أهمية “الكوميديا السوداء ودورها المهم” في تجسيد الواقع، سيما أن هناك كومة من المواضيع الموجودة والتي تطرح في الساحة باستمرار، فقط على الكتاب أن يرصدوا هذا الواقع المغربي المليئ بالقضايا والمشاكل الاجتماعية ويطرحونها بشكل كوميدي في أعمالهم.

وأبرز أن “الكوميديا السوداء تمنح إمكانية رصد مشاكل اجتماعية ربما لو قدمت بشكل درامي لأبكت الجمهور، لكن بتقديمها في قالب كوميدي تضحكه على حاله ومشاكله ومآسيه التي يعيشها يوميا”.

هذا، وأفصح باسو في تصريح سابق لـ”مدار21″، بأنه اشتغل على هذه السلسة منذ مدة، واختار التطرق فيها إلى السياق الاجتماعي للظروف الراهنة، عادّا إياها استمرارا وامتدادا لسلسلة “ناطق غير رسمي” التي جعلته يعود إلى اليوتيوب بـ”سي الكالة” بالنهج ذاته في التطرق إلى المواضيع في قالب الكوميديا السوداء وبساركازم وجرأة كبيرتين.

وعن دور الفنان في نقل انشغالات المواطنين ومشاكله، أوضح باسو أن “الفنان ينتمي إلى المجتمع ويعد جزءا منه، إضافة إلى أنه يتنفس الهواء نفسه الذي يتنفسه المواطن، والإنسان العادي والبسيط، وبالتالي تناول همومه ومشاكله يشكل نوعا من أنواع الفكاهة، وبالنسبة لي هذا هو نوع الفكاهة الذي أتقن، وأحب النبش في ما هو اجتماعي وسياسي، كما جاء في سلسلة “سي الكالة” التي لقيت تجاوبا من خلال الحلقة الأولى، محققة آلاف المشاهدات في الساعات الأولى من طرحها”.

وبشأن اختياره بث سلسلته في الويب، وعما إذا كان هذا الأخير يمنح المبدع هامشا أكبر من الحرية مقارنة بالتلفزيون، أكد باسو أن “يوتيوب يبقى اختيارا وقناة للتواصل عبرها مع الجمهور، ولا يمكن القول إنها منصة أفضل من التلفزيون أو هذا الأخير هو الأفضل، لأن لكل واحد منهما جمهور”.

وأضاف في السياق ذاته، أن الفرق يكمن في “كون اليوتيوب يمنحك تسيير أمورك بنفسك، وتحديد موعد النشر الذي تراه مناسبا، وتناول المواضيع التي تريدها، إلى جانب الإشراف العام على العمل”، مؤكدا  أنه “اليوم نمر في المغرب بظرفية يلزمنا التطرق إليها، وعلى كل فنان أن يتحرك مع نبض المجتمع ويعالج مشاكله”.

وعن طقوسه في صياغة سيناريو وحوارات أعماله الفكاهية، أشار الكوميدي باسو إلى أنه لا يستغرق وقتا كثيرا في الكتابة، لأنه لا يختار الاشتغال على مواضيع جاهزة أو ظرفية معينة، واشتغاله على هذه السلسلة جاء في لحظة تأمل بعدما توقفت سلسلة “ناطق غير رسمي”، مردفا: “اليوم وصلنا إلى هذه الحقبة التي يمكن أن نتطرق فيها إلى هذه المواضيع، بناء على ما يعيشه المغاربة خلال هذه الظرفية”.

عن مدار 21


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...