ما كبى حصان، وما عثرت شات، وما سل سيف(العنف) إلا وعلق على شماعة الملتحي السلفي ! فمن هو هذا السلفي ؟

_السلفية الجهادية مصطلح بزغ في نهاية الثمانينات وفرض وجوده الحتمي رغم التنبؤ بأفوله حينئذ، ذلك و لان التيار السلفي الجهادي لا يتبنى الجهاد المسلح فحسب، بل يراه واجبا لا يجوز تركه إلى غيره من مناهج الحركة المغايرة، وهو نتاج فكر أصولي “فالجهاديون أو التيار الجهادي هم الجماعات أو الأفراد الذين حملوا فكرة الجهاد المسلح ضد الحكومات القائمة في بلاد العالم الإسلامي، أو ضد الأعداء الخارجيين، وحملوا فكرا محددا يقوم على مبادئ الحاكمية وقواعد الولاء والبراء وأساسيات الفكر الجهادي السياسي الشرعي المعاصر كما هو مفصل ومعروف في أدبياتهم” وعقيدة دينية تتصل جذورها برسالة نبي الرحمة والعدل “محمد” (ص)؛ بما نص عليه في النص المقدس {القرآن الكريم} من تفضيل المجاهدين عن القاعدين، وما حوته الأحاديث من ( فضل وشرف الموت في سبيل الله) وسموا بالسلفيين لاقتدائهم بالسلف الصالح، الجيل الذي عقب توقف زمن الرسالة وانقطاع الوحي بموت  الرسول “محمد”(ص) وانتهاء عهدة حكم أصحابه الأربعة والتي سميت بالخلافة الراشدة والخلفاء الراشدون، مما يعني ان هذا السلفي؛ المثال الذي يجب أن يكون عليه هو : الرشد، والرشد وليد النضج والنضج نتيجة تراكمات من تجارب حيواتية التي تتشكل من بناء ذاتي متزن فكريا ونفسيا-( فليس من المنطق ان نجد مختل عقلي او مضطرب نفسي ناضج)- ورصيد معرفي يكون كذلك نتاج لبلورة الملكة المعرفية العلمية، الاجتماعية، و الفكرية منها، وبالتالي فإن الفكر الجهادي  ليس وليدا مباشرا للاضطهاد والاستبداد فحسب، ولم تكن المجموعات الجهادية الأولى في الوطن العربي وليدة التعذيب أو الاعتقال

 

_ فمن أين جائنا السلفي الجهادي؟

 

يمكن تحديد قناتان اساسياتان لانبثاق هذا التيار الجهادي السلفي؛…

 

اولاهما: المدرسة القطبية والمتمثلة في كتب سيد قطب-رحمه الله- مثل كتاب معالم في الطريق و مفاهيم يجب أن تصحح، وفي ظلال القران ، و أعمال ابن تيمية التي كان لها الأثر الكبير في تكوين ثقافتهم الشرعية؛ خاصة فتاواه عن التتار الذين أظهروا الإسلام لكنهم عطلوا كثيرا من شرائعه وتسلطوا على المسلمين، حيث وجدوا فيها دعما كبيرا لأفكارهم عن قتال الأنظمة الحاكمة.

مع انه هناك فرق شاسع  بين  تأصيل ابن تيمية الذي كان اجتهادا للأمة ووحدتها وحماية ديارها وحدودها انذاك ، وبين نهج  الأيديولوجيين ممن أسسوا للعنف والذين جعلوا الأمة هدفا وغرضا لأهدافهم الأيديولوجية فحقروا منها ووصفوها بالجهل والشرك والكفر و أن وجودها انقطع عن الأرض ، ووضعوا قواعد جديدة لمفهوم الدين والعقيدة منها البيعة والجماعة و الأمير والإمامة والطاعة والأتباع والحاكمية  والجاهلية ،|  بل إن مفكري هذه الأيديولوجيا المتوهمة والمثالية والخيالية اعتبروا أن أي محاولة فقهية للتعامل مع النوازل التي تواجه الأمة نوعا من التكيف واليأس  والتخاذل ، فلا هم واجهوا الواقع ووضعوا خططا ليتعاملوا بها معه ، ولا هم تركوا غيرهم ليضعوا هم خططهم لمواجهته ، والتعامل مع الواقع يختلف عن الإطلاقات العقدية المتعالية عليه ، وعن الأيديولوجيا التي لا تمتلك أدوات لمواجهته*

 

 

وقد ظهر هذا الأثر بقوة في كتاب “الفريضة الغائبة” لمحمد عبد السلام فرج قائد تنظيم الجهاد الذي نفذ عملية اغتيال السادات 1981، وهو من الأدبيات الجهادية .

 

ثانيها : على عجالة يمكن القول : بأن الفساد السياسي وانسداد أفق التغيير السلمي والاستبداد  أسباب مباشرة لتوهج هذا الفكر وبروزه.

 

منذ بزوغ مصطلح السلفية الجهادية وتكاثف الجهود والمبادرات الدولية للحد من إنتشار هذا الفكر، و المراقب او المتابع ما يلبث يرى تزايد أتباع هذا الفكر وإلتحاق عدد ليس بهين لهذه الحركة الدينية  فصورتها المعهودة عليها الآن لا تنتمي لما أرخه التأريخ عن عصر السلف الصالح الذي أتسم بالوسطية والحكمة و التأني في التعامل مع المخالف والنصوص في ذلك كثيرة لسنا بصدد ذكرها في هذا النص.

 

وبالتالي فإن دراما الفكر الذي يعيشه العقل السلفي الحديث والمتمثل في شخوص ذاتيين ك : ( …. ، …. ، …. ،…. ) [ لنظهر بعد الاحترام لكيانهم  القنفذي] ولا تذكر اساميهم، وفئة الشباب، بالأخص الذي بين عشية وضحاها إرتطم بواقع إقطاعي ستاليني(انعزالي) من قبل حكومات تعاقبت على استلام مقود عجلة التنمية الإقتصادية رافعة شعارات أضخم من جيبها،  وبين الثقافة الغربية المستوردة بزخم كبير المبهرة بعصرنتها وتقدمها و تحضرها مشكلة بذلك عبئ معيشي مقفع، وبين ضحى الموروثات الفكرية الدينية |الاسلاموية| + تراث الأجداد من أعراف وعادات والذي بدوره شق كبير منه يتعارض مع ما تتطلبه المرحلة من تحديات فكرية، نمطية، ومادية… فمن جاءنا بالسلفي الجهادي الدموي ومن أين جاء ؟

 

■ توعية المجتمع وبناء وعي جماعي مجتمعي متراص الأساس متساوي الأضلاع مسؤولية من ؟

الوعي الجماعي بصيغته الثانية الوعي الاجتماعي هو الحصيلة المستمرة لعملية الإدراك الشاملة للواقع الاجتماعي، ذلك الإدراك الذي يشمل إدراك الفرد وتصوره من القضايا الاجتماعية-السياسية والتحديات الأمنية التي تمس امن  المجتمع قبل المنظومة الحاكمة، وعليه فإن الوعي الذاتي كلما عم توسع تأثيره في أكبر شريحة من المجتمع كلما تقلصت جماعات العنف ، وأقوى وسائل ترقيته وتوسيعه هي التربية أولا ثم التعليم ثانيا ثم الإعلام ثالثا بمختلف أنواعه وآلياته كشبكة الإنترنت في عصرنا الحاضر.. لما لها دور كبير في تشكيل وعي المجتمع لذا يجب توجيه الاهتمام لها وجعلها وسيلة من الوسائل المهمة في نشر الوعي الذاتي.

 

▪ السؤال للحكومات المنتهية عهدتها والمستلمة زمامها والمترقبة دورها ولبعض اشخاصها الذاتيين(البرجوازين) ككيان بمبدأ الفرد للجماعة والجماعة للفرد .

 

▪ ثم نفس السؤال إلى علماء، فقهاء، مفتون، وواعظون، من الذي بلط كوخه بالرخام الى المتسابق على جلسات الحجامة والعوشبة .

 

▪ كذا الحال للمؤسسات الحقوقية|الانسانية| و الفكرية، هل الوعي الجماعي الاجتماعي يقتصر على إصدار بعضا من الدراسات ومؤلفات ومؤلفات او كتب على استحيائها هنا وهناك دون خوض غمار التجربة الميدانية ؟

 

▪ أم نسأل ونسائل الفرد، ما دورك في بناء الوعي الاجتماعي الجماعي لتنمية الذات و تنوير ما هو آت ؟

 

_ لا تسألوا من أنا ( حتى أسأل واسائل )؛

 

 

انا << المجتمع >> .


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...